زمن الكورونا
د. طارق محمد حامد | أكاديمي مصري
ما هذا أيها الجرم المتناهي في الصغر الذي لا يري بالعين المجردة خارج الأحياء جماد، كيف تمكنت هكذا من الأجساد والعقول فجعلتها هزيلة هشة المقاومة وهي في جبروتها تطغي وتتجبر وتقتل وتسلب أبسط حقوق الضعفاء والفقراء ثم تتتهاوي أمام صغرك وضعفك وهذه العقول التي طالما نظرت وأطرت وطالبت بالإبتعاد عن عالم الروح المتعلق بالسماء ورب العالمين ها هي تقف عاجزة أمامك فما أنت إلا جندي جئت برسالة للعالم ليكف الظالم عن ظلمه والمتجبر عن طغيانه و جبروته وتثوب العقول الشاردة إلي جادة الطريق الصحيح وها أنت قد فرقت شمل الجماعات وأجبرت العالم علي فرض العزل الإنفرادي علي الجميع الشامت في الجميع وأسلت دماءا طالما رقصت علي دماء وأشلاء الأبرياء والمقهورين الكل يقف مذعورا علي بعد أمتار منك وأنت مخلوق ضعيف ضئيل فلماذا إذا أيها العالم الذي ترقي في دروب الحضارات واعتلي عرش التقنية الحديثة وأدار ظهره للقيم والمبادئ وأمسك بصولجان القوة وفقط وسحق المستضعفين تحت وطأة دولاب التقدم والحداثة ثم تأتي يا من تشبه تاج الملوك علي صغرك وحقارتك تدمر هذه التيجان وتلك العروش وتصدرها صرخة مدوية: هل من إفاقة وهل من عودة وأوبة إلي الجادة وهل من عودة للقيم الإنسانية النبيلة وهل من عودة للأمام إلي الله.