آمنت بالله
سجى مشعل | فلسطين
أعلم عن الله الكثير والكثير، أعلم كيف يزرع الصّبر في قلبي حينما تجفّ اليراع، وأعلم كيف يُربّي داخلي شعورًا بالدّفء تجاه الأشياء، أعلم دائمًا أنّه يحملني على الحياة ولا يُحمّلني ضيقًا إلّا ويُتبعه فرجًا. أعلم كيف تخور القوى فينتشلها، وكيف تتدهور الحال فيُبرئها، وكيف يقترب المرء من الحافّة ليرفعه، وكيف يهبط إلى الأسفل لينتشله، أعلم أنّه عليّ كريم رؤوف رحيم عطوف بعباده، وأُولى دعوانا أن لا يترك أيدينا، وأن لا يدع لنا نبس شفة في رجاءاتنا إلّا وحقّق لنا طمأنينة أرواحنا فيها.
أراكَ مثلما أرى وجه السّماءِ لي
باديًا فيه الصّفاءُ لحظةَ الكرْبِ
وأعلمُ أنّي إذْما تعبتُ وعصَتْني
سَكينتي سأفرحُ بِنَصرِ الحَرْبِ
ستزول غمامة الأوجاع ريثما
أصلّي في محرابكَ ذا نعمَ القرْبِ
أريد أن يموت الكَدَر في فيحاءِ
فُسحتكَ فَلا أوجع لي من اللّجَبِ
الله عندما لا يبقى شيء باقٍ، وحينما لا نفهم ماهيّة الحكمة خلف علوقنا في أماكننا باقٍ، وحينما نتذمّر ونشكو ونبكي ونُعلّل صمتنا على أنّه رفض مُستدام باقٍ، البقاء سُنّة مواساته الرّقراقة لتلك الأفئدة المُتحجّرة من فرط الحزن.
وارَيْتُ سَوءَة روحي خلف دعوتكَ
إنّي طمعت بإقبالٍ لِمسحتكَ
فاسْطَعتُ أبكي إلى الجبّار مُبتهلًا
وأعلمُ أنّي ناجٍ بعفوك وبرحمتكَ