جبران خليل جبران: الشاعر والشعر

ترجمة: سعيد بو خليط | المغرب
– أيها الشاعر،أنتَ حياة هذه الحياة وقد هزمتَ عهودا رغم قسوتها.
– أيها الشاعر،سترشد ذات يوم الأفئدة لذلك مملكتكَ أبدية.
– أيها الشاعر،تحَسَّس إكليلكَ من الأشواك؛وسترى بأنه يخفي تاج أمجاد نابض بالحياة.
– أول شاعر،اقتضى وضعه المكابدة كثيرا حينما استهزأ ساكنة الكهوف من كلماته المجنونة.كان مستعدا للتنازل طواعية عن قوسه،سِهَامه وردائه من جلد الأسد بل جلّ مايملك،حتى يستوعب رفاقه بأن غبطته وكذا ولعه بغروب الشمس قد خُلِقا من أجل روحه.
– الشعراء كائنات تعيسة،يظلون دائما قدر ارتقاء فكرهم صوب الأعلى،محتجزين بين طيات غشاء من الدموع.
– تملأ السماء مصباحي الزيتي،فأضعه عند النافذة كي يرشد الغريب وسط الظلمة.
– أنجزُ مختلف هذه الأشياء، لأني أعيش من خلالها. إذا كَبَّل القدر يديَّ، ومنعني من القيام بذلك، حينها تصبح الموت رغبتي الوحيدة .لأني شاعر، أسعى إلى التمكن من العطاء، ورفض أن أتلقى.
– الشاعر أب وأمّ اللغة،تقتفي خطواته أينما ذهب وارتحل.حين موته،تبقى تلك اللغة منهارة بجوار قبره،تنتحب يغمرها شعور الضياع،غاية أن يأتي شاعر آخر كي يحييها.
– الشعر سر يسكن الروح.فكيف نذيع مضمونه بواسطة الكلمات؟
– الشعر إدراك حسي للمطلق .فكيف نفسر هذه الحقيقة،لمن يقف إدراكه عند المعطيات الملموسة؟
– الشعر ومضة ونظم وسط الكلمات.بالتالي، ليس غريبا، أن إيثار الأفراد يستسيغ مايقع تحت تناولهم أي النظم، بدل الوميض البعيد هناك في الفضاء.
– الشعر شعلة داخل القلب بينما البرهنة ترميم للصقيع.لنرى إذن، من بوسعه تحقيق التلاؤم بين الشعلة والثلج؟
– الشعراء صنفان:
مفكر انطوى على شخصية مكتَسبة وثابتة، مقابل شاعر آخر يستلهم، امتلك بدوره سلفا “ذاتا” قبل تحوله وجهة الشروع في تمرينه الإنساني.
– التباين بين الذكاء والإلهام في الشعر،مثل التباين بين أظافر حادة تمزق الجسم وكذا شفاه أثيرية تقبِّل وتُشفي جراح الجسد.
– يتألف الماء من الأوكسجين والهيدروجين، بينما الشعر إدراك لمجموع ذلك.
– الشعر تجسيد مقدس لابتسامة وكذا تأوُّه يخنق الدموع .فكر يسكن الروح حيث القلب غداء والنبيذ محبة .الشعر الذي لايتجلى قط تبعا لهذه الصيغة، كأنه يسوع كاذب.
– الشعر حكمة تسحر القلب.
– الحكمة شعر يشدو داخل الفكر.
– إذا أمكننا في الوقت ذاته، أن نبهج قلب الإنسان ونغنِّي بين ثنايا فكره، فسيعيش تحت كنف الله.
– يغنِّي الإلهام باستمرار، والإلهام غير قابل قط للشرح.
– الشعر سَيْل من المباهج، والآلام والمعجزات مع ذرَّة من الأبجديَّة.
– الشاعر الحقيقي كاتب قصيدة، ما إن تقرأها، حتى تبثَّ لديكَ انطباعا مفاده أن أجمل مقاطعها الشعرية لم يتم بعد تدبيجه.
على هذه الأرض، الشاعر أشبه بميت فلا واحد من أفراد الحشد قد سمح له بإنجاز واجبه المقدس، بمعنى التبشير بالحقيقة.
يمثل جهل الإنسان، سببا لقتل الشاعر رائد البشرية.

– المرجع :
Dandanjean :2 Aout 2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى