لوحة ونص: هلام الخاصرة الهشّة

عبد السلام سنان ونجلاء شفتري | ليبيا

السؤال الذي يحفرُ في حصى الدروب رغباته الآسِنة، يجترُ خواء مؤجل الأفول، يتثاءبُ الضحى على مرمى قوسين من كسوف، بمدادٍ مغدور يملأ أشداق الحلم، أظافر الذاكرة المخصيّة، تفحتُ في فلاةِ العراء، لتعرّي سوءة النهر، ليتهاوى في خطئيةِ الظِل الممدود فوق قارعة الفجيعة، فُتات الأحجيات الضالة، عصفٌ وطيد يشقُّ عصا الريح، تكابدُ ضغينة المخاض في رحمِ البؤس، تمزّقُ حبلها السُري، تبددها فيالق التأوّهات النازفة من إيلام النصل الجليل، الغائرُ في جرحِ الصليل، العواءُ المكين يجترحُ صدى الخواء، عند آخرِ مداءات الوهم، ينفشُ صرخة التأويل، يفردُ أجنحته على أبجديات التلاشي الوخيمة، كحزمة ضوءٍ مقدس الرماد، يتلألأ أقراطًا في أذنِ درويش كاهنٍ، ينحدر من سُلالةِ غابةٍ مهجورةٍ مطرية، يشدُّ أزر الحقول النادمة منذ الأزل، تهشّمت مناجل الحصاد الصدئة، انتحرت سنابل المواسم الجريحة، كرجفةِ المواويل في قرية صامتة، تؤوبُ إليها يمامات تائهة عن بوصلةِ عُزلتها الأخيرة، نزفت ثغاء هديلها فوق ربواتِ الشمس، وآخر غناء لنهر الملح الأجاج .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى