كارم محمود صوت لا يمكن لأذن عاشقة أن تقاومه
أحمد جمعة | مصر
يؤلمني قلبي بشجن (كارم محمود) وهو يقول: مشغول عليك مشغول، ويتراقص مثل طائر مذبوح حين يصل إلى: يا أول حب ناداني.. إنه يمسك سكين رقّته ويفتح جراحا عميقة كان ضمدها الزمن، (وازاي أخبي وازاي أداري) بصوته الدافئ تعمل بفاعلية ألف خنجر مثلوم بالآهات، يحط (كارم) بصوته الأليم على أغصان بعيدة قد انتهك خضارها خريف الذكريات لم يكن لبلبل غيره أن يصل إليها يوما، إن صوته يعبث بدقات القلب ويضفي عليها روعة الحزن حين نجتره متلذذين به..
هو نفسه (كارم) الذي يسحب القلب من يد دقاته مثل طفل في ليالي المولد، يشتري له الحلوى وهو يصدح: والنبي يا جميل حوش عني هواك، إنه يسحر داخلي المتكوم على نفسه، ويحوّله بعصا صوته لورقة شجر منتشية تتراقص بين يدي الريح، (حوش سحر عينيك) بصوته الممسوس برقصة صوفي ولهان تأخذ الروح لسابع النشوات وتنزلها منازل العارفين، (ابعت مرسال) هي الإشارة التي تفتح عندها بوابات السُكر عند من تشرّب اللحن..
هو نفسه (كارم) الفتى الذي يغازل الفتاة السمراء التي تلمع في مخيلتك، ويراودها عن نفسها بنعومة صوته حين تأتلق حنجرته ب : (سمرة يا سمرة)، إنه يتماوج بي تماوجا عجيبا مع كل كلمة في هذه الأغنية ويشدني طائعا إلى ساحة هو وحدها أراده وحددها لمن ذاب في حلاوة كلماته وعرفها كما يعرفها هو بغنج المتوددين، (وإنت الكاس وشفايفك خمرة).
ستعرف (كارم) المتفقه بالغرام والحاسس بكل قلب يتلمس الحب وهو يستحلف الليل وكله رجاء في حلم الليل: (أمانة عليك يا ليل طوّل)، (كارم) هو الصوت الذي لا يمكن لأذن عاشقة أن تقاومه، بل إنها تسعى خلفه ولو حبوا..
حبيبي البدر لما يبان
وعوده الغصن لما يميل
خدوده الورد في البستان
عيونه السحر فيها جميل