شاهد واستمع محمد القاضي في: وليمة وأطباق فارغة.. من وحي الرمل التام
لملمت ما انهار فيها من قداسه
أسقطتها فوق أكوام الكناسه
–
طوحت هذا الذي ندعو إباء
لا تبالي من على الساحات داسه
–
ليس شيء فيه قد يعزى إليها
إن للرأس الأبي الحر ناسه
–
ثم جاءت في عيون شاكيات
من مساء لا يهاديها نعاسه
–
في ثياب باليات من جحود
راح يدني فوق كعبيها لباسه
–
حدثتني والحيا في وجنتيها
دون ستر أو غطاء أو حراسه
–
حاورتني والرؤى في مقلتيها
قد سقاها مجدب الأيام كاسه
–
أقسمت لي أنها تحتاج خبزا
ليس يلقي بين فكيها يباسه
–
تشتهي زادا هنيا لو دعاها
أسقطت عن حظها القاسي إياسه
–
قلت آه ها قد احتالت حديثا
كاذبا مستلهما روح السياسه
–
بيد أني سوف أعطيها قليلا
كى أرى كم سوف تخطيها الفراسه
–
قلبت في المال شيئا ثم قالت
إن أختي قد رماها الجوع فاسه
–
قلت ها قد صرت صيدا في أياد
ناشئات بين أحضان النخاسه
–
زدت شيئا قائلا يكفيك هذا
لا تصابي من عطائي بانتكاسه
–
لملمت نقدي وطارت نحو كشك
للطعام المشتهى تزهو حماسه
–
أومأت فيما فتاة تابعتها
في انتظار الزاد تشتاق افتراسه
–
أطعمتها ثم نامت في طريق
بعد جهد راح يهديها نعاسه
–
شمعة قد أطفئت من غير ذنب
في ركام من قذارات الدناسه
–
يا فتاتي لا تلومي سوء حظ
لا تسبي في زمان البخل باسه
–
إنما الباغي ضمير بيع بخسا
في مزادات لتجار التعاسه
