بيروت سجل لا يمحا
ماجد الدجاني | فلسطين
لله بيروت كم في فيك من عبر منها البلاغة تشكو العجز للأدب
وكم ثراك ارتوى بيروت من دمنا و الدم فيه جلاء الشك و الريب
كم اجتثنا جذور البغي مذ زرعت أشواكه في تراب الموطن العربي
سلي الشقيف سلي الأشجار واستمعي ينبيك دارسها ضربا من العجب
كم في فم المجد منا شدو أغنية صاغت مقاطعها فخرا بيمين صبي
هنا الطفولة شابت من فعائلها كل الأعادي وعزم الطفل لم يشب
يا قدس كم خطبوا فينا كم ائتمروا وكم شروا دمنا بخسا لمغتصب
يا قدس ذاكرة الوحدات حافظة و الفكر في جرش ما فيه من عطب
و الحرش هل ننسى أحزان أربعة أصداء آهاته للآن في حلب
دعوا حزيران ينعى ذل توأمه هذا صمود و باعونا بلا حرب
سلي زعاماتنا أيا قدس إن صدقوا هل أنتم حقائق من أمة العرب
كم طفلة صرخت غوثا بمعتصم لكن صرختها ويلاه لم تجب
ما بالهم دمنا إن سال أبهجهم وحزننا عندهم ضرب من الطرب
باعوا ضمائرهم والقدس والأقصى وحاربوا خصمهم بالشعر والخطب
أقصى أمانيهم سحقي و بتر يدي خابت مآربهم والحق لم يخب
فاستشهدوا كتب التاريخ تنبؤكم شمس النضالات طول العمر لم تغب
ماذا تقولون للتاريخ في غدكم ماذا ستحكون للأيام والحقب
هل بينكم والخنا ودُ وآصرة أم أن في يدكم سيفا من الخشب
هذا العدو اتى والبنج في يده والنار يذكيها في الزيت والحطب
فكم ركعتم لأمريكا وساستها قايضتم الأرض و الإنسان بالذهب
الماء في يدكم فاستعذبوا ظمئي والخبز في كفكم والشعب في سغب
لكن إيماننا مجذاف زورقنا نمر فيه ببحر الأزمة اللجب
آهات من نكبوا في صور تحفرنا والدمع في صيدا زيت على الغضب
وشعبنا صاح في الدامور فانتبهوا .. من فوق قبري طريق البغي للأرب
أنا ابن شعب سراج الحق في يده أتاه وحي سماء النصر مثل نبي
مبشر بضياء الفجر يغمركم و بالربيع ارتوى من اكرم السحب
السيف أصدق أنباءا من الكتب و السيف في يدنا يا أمة العرب
يا دهر ابلغ بني الدنيا مجلجلة سيفي سأشهره في وجه كل غبي
فالنار من رجس ايماننا بكم تطهرنا والنار مهلكة للعشب والحطب
و الفجر آت وإن طال الظلام هنا والشمس لا تختفي بالغيم السحب