الشعر يبدأُ من عينيكِ رحلتهُ

علي سليمان | سورية

أحبك جداً..
وأعرف أن الحب القديم انتهى..
و أنه يتوجب عليَّ
لوحدي خوض المعركة..
أعرف أن الشعر الهمجي وقته انتهى..
وأن أكون عاقلاً عندما
عنكِ أكتبُ قصيدة..
فأنتِ لستِ أي امرأة..
وأنا لن أكتب عنكِ مجرد قصيدة..
..
أحبكِ..
وأيقن تماماً
أن أقول لكِ أحبكِ
مهمة مستحيلة..
لستُ أخاف قول العبارة..
لكن أن أنظر إلى عينيكِ مباشرة..
أن تنظرين إلى عيني مباشرة..
فهذه أكبر معجزة تحصل في الدنيا..
أشعر أن أقول لكِ كلاماً عادياً قليل عليكِ
وكتابة قصيدة مجردة من الحب قليلةٌ عليكِ
أنتِ امرأةٌ خلقت الأنوثة..
عندما تطلُ عليَّ بنظرة كلمعان النجمة..
أعرف انني وصلت إلى مرحلة مافوق الهلوسة..
مافوق حالة الإدمان
حالة الجنون
حالة الشعر
حالةِ مافوق حالة الكتابة
يا امرأة تتحدى جميع محاولاتي
يا امرأة جمالها يقتل رجولتي
فكيف أحلُّ هذه المسألة..
……..
أحبكِ
وأعرف أن المرأة حلم
والإنوثة حلم
وحبكِ بحد ذاتهِ حلم
وأن أنتصر بعينيكِ البنيتين حلم
والحلم في هذا الزمان يقيده الوهم
……..
أحبكِ
أشعر برغبة كبيرة…
بالخروج من عالم الخيال
إلى عالم الحقيقة…
وأن نعيش معاً في ليلةٍ صاحية..
بعيدة عن الحلم والوهم والخيال
بعيدة عن العادات والتقاليد
التي كذبو بها علينا..
فهل من فرصةٍ تُنهي
زمن الأحلام
وتُقربُ موعد الغرام
……..
وهل من سبيل لتغيير عادتي الجنونية..
وتدخلين معي عصر الراحة الأبدية..
هل من سبيل لأنهي معكِ حربي الداخلية..
والجنون المسائي الذي يعتريني كل ليلة…

………..

أحبكِ جداً وجداً
لكني لا أستطيع أن أغير قناعتي
بطريقتي العشقية..
وتفكيري الانحطاطي
وقصيدتي البالية..
لا أستطيع أن أغير عادتي التي أصبحت في زماننا سلبية..
أن أحب بصدق بعيداً عن الأحجية..
وأن أذهب إليكِ أقدم لكِ هذه القصيدة..
مع وردة حمراء جورية..
وأن أقول لكِ أحبكِ بأي طريقة..
…….
يا امرأة الليل المنسي
أحبكِ كثيراً
وأعرف أنكِ آخر دولةٍ رومانسية..
تحتلني.
وتحتلُ الحب والقصيدة..
أعرف أنكِ أجمل من في الدنيا..
لكن ما بيدي أية وسيلة..
كي أعترف بأنكِ حبيبتي الأخيرة..
وامرأتي الأخيرة..
وقناعتي الأخيرة..
بأن المرأة ستنهي عصر البشرية..
……..
أحبكِ..
وأعرف أن علاقتي مع النساء
علاقة حيادية..
أن أظل أحب لوحدي
بعيداً عن التشاركية..
وإن كان لي حرية الإختيار
لاخترت منذُ بدء تكوين الإنسانية..
علاقة سطحية..
تُبعدني عن حالات الدمار
والكوارث العاطفية..
لكني مُذنبٌ أنا حينما
حينما تورطتُ بعينيكِ من الوهلة الأولى..
واكتشفتُ مؤخراً
أن الذنب بامتلاكِ عينيكِ
رحمة من عند اللهِ…..
……….
أحبكِ
وأعرف أن الحب الذي أختاره
والمرأة التي أختارها..
عادة جميلة..
وأن أهم ما مر من عمري
موجودٌ بين جدائلِ شعركِ المطرزة بإتقان
كرقصةٍ شرقية..
فاحذري أن تظهري أمامي فجأة..
فأنا معروف منذُ الطفولة..
كيف أُشعلُ فتيل المعركة..
وكيف أواجهُ قشطة نهديكِ الطرية..
ونظرة عينيكِ الشهيرة..
كحروب القبائل العربية القديمة..
أنا منذُ جئتُ هذه الدنيا..
أحاول إعادة دور المرأة..
في مجتمعٍ لا يهتمُ بدور المرأة الفاعل
بتأسيس دولة الحب والرومنسية..
تكون هي السلطانة الأولى والأخيرة..
……
أحبكِ كثيراً…
واليوم أنا راقدٌ في فراشي
ولا من امرأةٍ تغيثني..
أو تداويني
أو تقبلني
على جبهتي المتعبة..
وتُنسيني مرارة هذه الدنيا المتعجرفة..
……
أحبكِ
وأعرفُ أن اشارة واحدةً منكِ
ستُدخلني جنة المؤمنين
إلى أبد الآبدين..
أحبكِ
وأحلمُ أن تُدهشيني بقرار جديد
وتُدخليني عمراً مديد
نعيشُ معاً حياةً خالدة..
أحبكِ كثيراً..
وأعرفُ أنكِ تعرفين
ولا تهتمين
فهذه هي المشكلة…
……….
أيا امرأة الليل والفجر
يا امرأة الصباح
وانتظار النظرة الأولى…
يُزعجني أنكِ ترين مشاعري المفرطة..
فلماذا تركضين خلف رجلٍ آخر
واني أمامكِ يا حبيبتي الغالية..
وماذا تهمكِ أسماء المدنِ القديمة..
وأنتِ بعد كل هذا الدمار
المدينة المُتبقية..
أنا يا حبيبة..
أكره قصائدي المكتوبة على الورق
فأرجوكِ لا تجعلي حياتي مجرد قصيدة..
ولا تذبحين قلبي ببساطة..
فأني تعبتُ كثيراً من الإنتظار..
……
فغداً سوف تعلمين
غداً سوف تعلمين
بإن الرجال الذين أحبوك مجرد هواية..
بعد قراءة شعري
أنا الذي أحبكِ بكل شفافية..
أنكِ امرأةً
خَلَقَتني مرةً ثانية..
خَلَقَتني مرةً ثانية..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى