محمد حافظ من الإبداع إلى التهميش.. لماذا؟
د. نجاة صادق الجشعمي | مصر – العراق
رحل الحافظ الكاتب العبقري مجدد القصة القصيرة، ورجل التجريب والتجديد رحل محمد حافظ المبدع والإنسان وبرحيله فقدت مصر والأمة العربية احد رواد القصة القصيرة.
الأستاذ محمد حافظ رجب قاص مصري سكندري ولد في الاسكندرية من ابوين مصرين سكندرين وهو الابن الأكبر للحافظ بعد أن فقد ١١ ولدا تزوج الحافظ من امرأة أخرى وأنجبت له ٩ أولاد عاش منهم أربعة (السيد حافظ الكاتب الروائي والمسرحي الكبير، والدكتور رمضان والدكتور عادل والأستاذ أحمد) وكل منهم له إبداعه وإسهاماته الثقافية والأدبية والسياسية، رحل محمد الحافظ وهو من مواليد الإسكندرية ١٩٣٥م وكان مغرما بالكتابه والأدب وخاصة (القصة القصيرة).
أما عن سبب حبه وعشقه للكتابة أنه نشأت خصومة مع والده لأن الآباء دائما يرغبون أن يكون الأبناء بجنبهم ويعملون ما يعمل الآباء لكن محمد رجب تمرد وترد الإسكندرية وطار بحروفه إلى القاهرة ..وما أدراك ما القاهرة ساحرة مغرية فعمل هناك ونشرت كتاباته القصصية وصوره في المجلات والصحف وخلال تواجده في القاهرة عمل في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآدب والتقى في شخصيات أدبية وكتاب مصرين وعرب لكن الحرب الشرسة ضد الحافظ والتهميش الجمعي للأدباء عامة قوائم تكبر وتطول تضم أسماء وأعلام وقامات أدبية وعلمية ضمنهم الراحل محمد حافظ رجب رائد التجريب والتجديد في القصة الذي تم عزله بشكل مروع ومرعب في وسط يكاد يكون الأنقى لكن للأسف أصبح اشرس من الأوساط الأخرى عاد عام ١٩٦٢ م الراحل محمد حافظ إلى الأرض التي ولد عليها ليكمل إبداعه وتكون هي من تبادر في إنقاذ الكاتب من عزلته المفروضة عليه مع سبق الإصرار والعنجهية الغبية للمثقفين كما قال الكاتب (نعم إن اللاجدوى واللامعنى واللأمل هي مقصلتي التي فصلت راسي عن جسدي لكن سأعود إلى الحياة لو عاد الغوغاء إلى جحور الفئران الأسود.. فقامت مكتبة الإسكندرية برعاية مختبر السرديات وبعض كبار النقاد وبحضور حشد من الجمهور بتكريم الكاتب الراحل محمد حافظ من عزلته وقوقعته التي فرضت عليه بسبب ثراء إبداعه القصصي وتفرده بالتجديد فالحافظ التقى بالجمهور والقى كلمته بعنوان (حكاية حياة امتطاء نعال السباق الجامح) وتحدث عن مشوار حياته الأدبي ومحطات حياته ونضاله مبتدأ من عمله مع والده وسفره للقاهرة وترك والده وعمل في أعمال عدة طبائع في محل على كيفك ثم مصور ثم إنشاء الرابطة الثقافية للأدباء والكتابة في مجلة القصة والفن وتكوين رابطة كتاب الطليعة وقابل شخصيات مثل مصطفى الخولي ويوسف السباعي وعمل في المجلس الأعلى للثقافة … القاهرة حطمت إرادته؛ القاهره التي هي منار الثقافة ومثقفوها المتامرون على الأقاليم خاصة في الوسط الثقافي يحاولون عرقلة التجديد والإبداع لكن الحافظ لن يهتم واصل الكتابة فهو طائر النورس يطير وهو نائم الحافظ طارق الليل كان وظل وسيظل رائد التجريب والتجديد في القصة القصيرة عربيا وعالميا وقبل أن نقول وداعا أيها العابث والمغامر في الحياة والثقافة وحافر أخاديد سياط الظلم والتهميش لكم أهم أعمال الراحل محمد حافظ رجب.
اهم مجموعاته:
غرباء ١٩٦٨
الكرة ورأس الرجل ١٩٦٨
مخلوقات براد الشاي المغلي ١٩٧٩
حماصة وقهقهات الحمير الذكية ١٩٩٢
اشتعال راس الميت ١٩٩٢
طارق ليل الظلمات ١٩٩٥
رقصات مرحة لبغال البلدية ١٩٩٩
عشق كوب عصير الجوافة ٢٠٠٣
الأعمال الكامله تحرير أشرف يوسف .دار العين للنشر. ٢٠١١م
أهم الدراسات عنه:
– دراسة بعنوان (هوية الاغتراب ..تشظي الذات في المكان ….للدكتور أحمد عبد العليم محمد
الدكتور مصطفى عطية جمعه
– دراسة اختراق الوعي قراءة في الخطاب السردي للحافظ رجب
– وداعا أيها السارد المختلف في البناء والمعمار السردي
وداعا أيها الراحل وتارك الموروث المتأثرة بالمذهب السريالي بين الوعي واللاوعي يا طارق ظلمات العذابات انهار جدار الأدب برحيلك وداعا سينتصر الحق باذن الله