رمضان شهر التغيير للنفوس والتطهير
د. يحيى عبد الله | أكاديمي من موريتانيا
لقد جاءنا رمضان يحمل في طياته وتكاليفه للناس ما يجعلهم فرحين بقدومه ومتحمسين للتعامل معه حيث جاءت الرحمات تتنزل والفضائل تترى في هذا الشهر الكريم لقد أظل بظلاله وأطل بخيراته التي لا تنتهي ومجامع كنوزه الزاخرة لقد أطل على المسلم برياحين من الفضل والعطاء لا ينتهي منتهاها ولا ينقضي عطاؤها. يحمل الفرح بالحسنات والسرور بمحو السيئات تلك المفاهيم التي يناثرها الناس في وعظهم وإرشادهم في كلماتهم الصيام لقد جسد القرآن الكريم مفاهيم رمضان بشكل لافت لا يسمح بتجاهلها ولا نسيانها، إن الشهر الكريم الذي جاء في لحظته هذه ليكون مؤذنا بانقضاء مدة من الوقت وساعة من الزمن تدعو الإنسان المسلم إلى تحصيل زاد من التقوى وتقوية روابطها بينه مع ربه ومحاسبة نفسه ليكون بذلك مسلما رمضانيا لا ينتهي نسكه الرمضاني مع انتهاء رمضان: [يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ] في هذا السياق القرآني يبين لنا القرآن الكريم أهمية الصيام وعلاقته بالتقوى التي لا تنفصل عنه ولا تستقل فلا صيام بدون تقوى ولا تقوى كاملة إلا مع حضور معنى من معاني الصيام الفواحة التي يحسها المؤمن وهو يكابد حر الجوع ومرارة العطش الداعية للشعور بالتعاطف مع الآخر مهما كان شكله ولونه.
إنه شهر الإنسان والإنسانية التي تتجمع فيه بالصيام والتعاطف مع الإنسان مهما كان شكله وانتماؤه هي تلكم قيم رمضانية يجب استحضارها في أوج الصيام وتجسيدها في ظله الواقي للنفوس من حرارة اللهيب الحارق.
يأتي شهر رمضان بخيراته وبركاته وتزكياته التي تحدث في النفوس تفاعلا وتذكيرا مستمرا يبقى شذاه يذكر المسلم بصيامه ودوراته طول السنة ليكر عليه مرة أخرى بالتغيير للرواسب التي الجامدات والسيئات المتكررات.