شاهد واقرأ واستمع لقصيدة: أَخي فلاح.. أمسية: العراق جرح نازف

محمد نصيف | العراق

في مثل هذه الليلة 8 نيسان 2004 قدر الله أن يلتحق أخي فلاح بموكب الشهداء بعد معركة حامية ضد علوج الاحتلال الأمريكي أثناء معركة الفلوجة الأولى التي اشتعلت في 5 نيسان وانتهت بنصر المجاهدين في 2 أيار 2004 …

يا أَخي إنّي جريحٌ
مُذْ رَكِبْتَ الموتَ شوقًا لمُنَاكْ
ورصاصُ المُعْتَدِي أجرى دِمَاكْ
هل نداءُ الحقِّ في السرِّ دعاكْ؟
يا أَخِي قل لي أَجِبنِي ما دَهَاكْ؟
هَاكَ روحي يا أَخِي فَهْيَ فِدَاكْ
يا أَخِي إنَّ شَقَائي مِنْ شَقَاكْ؟
أيُّها الموتُ لِمَ الأقدارُ لم تُبْطِئْ خطاكْ؟
كم تمنَّيتُ لِقَاكْ
فَلَعَلِّي أُطْفِئُ الشوقَ عناقًا
بينَنا حالَ التُرَابْ
آهِ مِنْ هذا التُرَابْ
كلّما عُدْتُ لأَمسِي
تعتريني الذكرياتْ
تحملُ الحزنَ العتيقْ
يا أَخي تشتاقُ روحي
عطرَكَ المنسابَ مسكًا
مِنْ حنايا القبرِ مِنْ تحتِ الترابْ
يملأُ الأُفْقَ شذيًّا ، فَغَدَا قبرُكَ أُنْسِي
إنَّني المشتاقُ هل تسمعُ هَمْسِي؟
أمْ ترابُ القبرِ قَدْ سدَّ الطريقْ
آهِ مِنْ هذا التُرَابْ
يشرحُ الدمعُ تراتيلَ الفراقْ
يا حبيبي تشتهي روحي العناقْ
كنتَ في الدنيا ضيائي
كيفَ أستجلي الطريقْ؟
كانتِ الذكرى أنيسًا
حينما يقسُو الغيابْ
لكنِ اليومَ استحالتْ لعذابْ
إنّني اعتدتُ عليكْ
كنتَ تأتي آخرَ الليلِ لبيتي
تطرقُ الباب خجولًا
تنشدُ الراحةَ عندي كي تنامْ
منذُ أيّامٍ تَرَانِي
أرقبُ البابَ حزينًا
إنَّ بردَ الليلِ يؤذيني
وحزني ضاعفَ الشوقَ إليكْ
هل تدقُّ البابَ
هل تأتي كما اعتدتُ عليكْ
إنَّ بابي مثلُ قلبي
يشتهي لمسَ يديكْ
لا غطاءٌ ناعمٌ
يُلغي شتائي ، لا نديمْ
غارقٌ في لوعةِ الذكرى سقيمْ
أنتَ في الدنيا جناحي
يا جناحي قد كُسِرتْ
أتراكَ اليومَ أغراكَ الترابْ
آهِ يا هذا الترابْ
أينَ أنتَ الآنَ قل لي يا فلاحْ
يكتوي القلبُ حنينًا كلَّما طيفُكَ لاحْ
كلَّما مرَّ بنا صوتُكَ أو عطرُكَ فاحْ
أترى كلُّ الذي مرَّ خيالْ ؟!
كنتَ ترعى البيتَ بعدي
إنْ أنا غِبْتُ طويلًا
مَنْ يصونُ البيتَ مِنْ بعدِكَ
مَنْ يَسْقِي الزروعْ
كلَّما أدخلُ بيتي
يتراءى فيهِ وجهُكْ
كلَّما أصغيتُ ناداني
مِنَ الجدرانِ صوتُكْ
كلَّما حاولتُ نسيانَ الحنينْ
عادَ أطفالي بشوقٍ يسألونْ
يا أبي ؛ أينَ اختفى العمُّ فلاحْ؟
لمْ يَعُدْ يأتي إلينا
ويقولونَ قَدِ اشتقنا إليهِ
هل يعودْ ؟
أَكْتُمُ الحزنَ بقلبي وأجيبْ
مَنْ رأى في الموتِ فوزًا لا يعودْ
بغداد نيسان 2004
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شيقيقي فلاح استشهد مساء الخميس 8 نيسان 2004 في مواجهة مسلحة ضد جنود الاحتلال الأمريكي أثناء معركة الفلوجة الأولى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى