إعلان للمعلن أم صمم مزمن

عدنان الصباح

يبدو أن الخطاب السياسي الفلسطيني ومن قبله الخطاب السياسي العربي وكذا فعلهم يبدو انه يعتمد على اننا امة لا تقرأ ولا تحفظ سوى الكليشيهات وان العالم لا يعتد بما نقول ولا يخشى مما نفعل ذلك ان الساسة العرب والفلسطينيين يستخدمون لغة يدركون مضامينها او لا فالامر يعود للنتائج وما يرغب به المستخدم او الصائغ لتلك الكليشيهات الجاهزة.
اعتاد المتلقي الفلسطيني على ان يسمع ان ما فعلته اسرائيل هنا او هناك هو ” اعلان حرب ” وان على اسرائيل ان تعلم ان ” فعلتها تلك لن تمر مرور الكرام ” أيا كانت تلك الفعلة في القدس او الاقصى او الحرم الابراهيمي او كنيسة المهد او حتى قبية وكفر قاسم وديرياسين وقانا وبحر البقر وسيدي بوسعيد وشارع فردان والقائمة لا نهاية لها فالسجل لا زال مفتوحا ولا زال الدم الفلسطيني هو حبره.
الحركة الصهيونية العالمية اعلنت الحرب على فلسطين في مؤتمر بازل بسويسرا واعلنت الحرب في انطلاق الهجرة المنظمة واعلنت الحرب بوعد بلفور واعلنت الحرب في حروب 1948 – 1956 – 1967 – 1982 – 2008 وفي كل يوم جديد تعلن دولة الاحتلال الحرب على فلسطين والعرب علنا وبنفس الوقت الذي تتحدث فيه عن السلام بكل وقاحة فهي تعلن الحرب في كل تلة فلسطينية بالاستيطان وحين يكون الامر يعني القدس فالحب تدخل الى كل بيت فلسطيني هناك وكذا تطال حجارتها وهذا ينسحب نحو الخليل ايضا وفي كل فعل جديد تخرج الفصائل الفلسطينية الا من رحم ربي باطلاق التصريحات التي لا تنسى ان تضمنها عبارة اعلان الحرب وعبارة ان ذلك سيزيد من تصعيد الموقف.
يبدو اننا ننسى ان الاحتلال جاثم على ارضنا بشكل رسمي منذ اكثر من سبعة عقود وانه يحتل كل الارض الفلسطينية وان اول مستوطنة صهيونية على ارض فلسطين لا تعني شيئا على الاطلاق وكذا اول مستوطنة بعد حرب 1967 وان ما يعنينا فقط التنديد والتنديد بجريمة الشيخ جراح واذا تمكن الاحتلال من ايجاد حكاية اخرى لتمكن من الالتهاء بالشيخ جراح والاجهاز عليه بعد ان يعطنا لعبة اخرى للانشغال بها.
وطنية القطعة هذه تشبه تجارة البائعين المتجولين بالقطعة فهو يغير موقعه وموقفه حسب السوق وبدل ان يصنع سوقا يذهب لاسواق الاخرين حيثما ووقتما ارادوا هم وبلا مواربة فان حالنا يشبه حال كلب الحداد الذي يصيبه الصمم عند ما يبدأ الحداد بطرقه ونفخه وضجيجه فيغفوا زمنا وتستيقظ كل حواسه عندما يسمع صوت مضغ الطعام الذي يريد.
الاحتلال ايها السادة لم يعلن الحرب في هذا الاسبوع وهو لن يفعل لآن المعلن لا يجوز اعلانه ولأنه يعيش حالة حرب منذ وطأت اقدامهم ارض بلادنا وستبقى هذه الحرب معلنة ان لم نصحو الى ان ننضم الى متحف ” سكان البلاد الاصليين ” لنجد انفسنا نحتفل بيومنا العالمي في التاسع من آب من كل عام الزاما بما قررته الامم المتحدة مشكورة عطفا عل سكان البلاد الاصليين او تذكيرا للعالم بان الامبريالية الامريكية ليست وحدها صانعة هذه الجريمة والتي تقتدي بها وبظل دعمها دولة الاحتلال على ارض فلسطين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى