أراهُ مَشغولاً عَنِ المَوت
مصطفى مراد | العراق
آلِهَةُ الكلامِ في السماء .
يُشَيِّعُونَ الكاهِنَ العظيم .
وَسادِنِ الحروفِ ،
مِن مدينةِ الحروف .
وَيُوقِدونَ شَمعدانَ الفقدِ ،
يَصطَّفُّونَ بِالأُلوف .
قَد جاءَهُم بآخرِ الاخبارِ مِن ذنائِبِ الفُراتِ للصُدور .
عَن دِجلةَ الحزين .
بِالنبأِ اليقين .
أراهُ مَشغولاً عَنِ المَوتِ ،
بِتوقيعِ العباراتِ ، بِتنويعِ القراءاتِ
وَيصطادُ كما الجميع .
مَذاقَهُ الرفيع .
مِن جَنَّةِ النخيلِ مِن بَيادِرِ العنبرِ والدِهلَةِ والطُيور .
يَبني لنا مَسَلَّةَ الشعرِ حَمورابيُّنا العتيد .
يَخلِقُ مِن قديمهِ المَنسيِّ والجديد .
مَا يُثلِجُ الارواحَ ، ما يُعَمِّرُ الضمير .
أراهُ مَشغولاً عَنِ المَوتِ بِتَرتيلاتِ شَبعادَ لهُ
وَكيفَ في فضاءِ زقّوراتِ اورَ
يُطلَقُ النشيد .
أراهُ مَشغولاً عَنِ المَوتِ ولن يموت …
لا وقتَ كي يموت .
ها هوَ قُدّامي بِإيماءاتهِ للرفِّ عن ..
رِوايَةٍ لِـ أحمدَ الجِنديلِ
أو قصيدةٍ لـ أجودَ المملوءِ بالعجيب .
مِن اينَ أأتي الانَ بالنحيب .
صِرتُ على بحرِ الدموعِ ضِفَّةً ثالثةً في غَرَقِ البُكاء .
يا “حسنُ الشّنون” يا خَسارةِ الجنوب .
قَبّحَني اللهُ على كتابةِ الرِثاء .