عقاب بدون جريمة وأرض خراب هذا ما جنياه
عزيز فهمي| كندا
نص ١
ت.س إليوت..
يقول ميت لقاتل
سأموت…
فلتقصفني بما أردت
بالبسمات
بالنوايا
بالحمض النووي
بالبرتقال
بوميض العيون
براجمات الخطايا
بصلوات الغياب
بالغيوم
بالشمس
سأموت…
فلتجهز علي من كل الجهات
بجيوش الكلام
بالمشاة إلى القبور
بغازات الصمت
بالمتدرِّعات في الجرائد
بقرارات حسن الجوار
بالطائرات المستترة
بالضمائر المتصلة
بظلال عدم الفهم في ساحات المعنى
بأدوات الجزم
بالقبول
بالرفض
بالإمتناع عن الرقص في مجالس الأنس
سأموت…
بعدها ستموت
فأستقبلك بأسئلتي
الضمنية في الأعين
العلنية في جريان الألم
وكم هي كثيرة
كثيرة
لكنها متأخرة
لذا افعل ماتريد
يا عاشق الموت
سأستقبلك
بالورود
بالسلام
والقبل
فافعل ما أردت…!!!
إن الخراب سيد المعركة…
نص ٢
دويستفسكي…
لم يأخذوا رأي الشجر
ولا السكك الحديدية
ولا محافظ الأطفال
ولا القنايل العنقودية
ولا دماء الضحايا
ولا دعاء الأمهات
على صغار الأرانب وفراخ السنونو
كي يشنوا الحرب على المطر
لم يستشيروا الهواء
ولا التراب
ولا البقر
ولا حناجر الكلاب التي تحرس الكلاب
كي يعلنوا الحرب على الماء
في الآبار وفي مآقي السماء
ففي هذه الحرب
يقتل الإنسان الإنسان
الأول يموت
والآخر يموت أكثر
ليست فلسفة
هذا القلق الذي يسم الرعود والجبال
هذا السؤال الذي يصرخ به الموج
في وجه الرمال
ليس ديانة
هذا الخراب الذي يضحك
كقرد فوق شجرة يابسة
ولا هذا الدمار الذي يطيل أذنيه
خارج الإطار
كي يسمع نحيب ريش الحمام
حين يرسم جروح الأبدية
في منقار الوجع…
هم أخذوا رأيهم
وحدهم
فكانت الجريمة والعقاب،
وكانت الجريمة بلا عقاب،
وكان العقاب بلا جريمة،
ولم يكن بعدها
أحد
مَنْ يُجَرِّم
ومَنْ يُعاقِب….
نص ٣
المعري
“تعب كلها الحياة…”
تعجبتَ أم لم تتعجب
قبِلتَ أم رفضت
آمنت أم كفرت
ستتعب وتُتعب
بعدها ترتاح او تتعب أكثر
أمرك في حيز الغيب
جُنِيَ عليك
او جنيته على غيرك
فلا تفرح
ولا تغني
ولا تحزن
ولا تبكي
لا أحد يبقى ويخلد
الكل يفنى ويذهب
القبور أدل
وابلغ
فلا تُغر
كي لا تُغر أكثر..