مع عدم الموافقة
أليسار عمران | أديبة سورية
حين ولدتُ في هذا العالم استقبلتني عائلة أبي بالنّواحِ فوالدي كان يخوضُ حربَ تشرينَ يومها وهم ينتظرون ذكراً وريثاً يحملُ اسم أبيهِ ،ولبساطتهم حدثوني بالمصابِ الجللِ!
أتيتُ إلى هذا العالم وتعلمتُ أن أنشغلُ بنفسي معلنة الرفضَ الكامل للحضورِ فيهِ
ولكن حين دخلتُ المدرسة ،كنتُ الطفلة الأذكى بين الجميع فسارعَ الجميعُ ليمدّ لي يده كي أحنو وأشدّ على عقلهِ وقلبهِ
حين تزوجتُ غريبةً أعلنَ الجميعُ عدم الموافقةِ وامتعضوا لأنهم يحبون القريبة لا الغريبة ولكنهم بعد سنواتٍ أحب الجميع أن يتزوج بمن تشبهني ليتباهى بابنةِ صافيتا
حين بدأت الكتابة قلّة من توقف عند حروفي لأن الشويعرات شعرنَ بالغيرة واعتقدنَ أن حضوري سيخطفُ منهم عشاقهنّ الشعراء فغادرتهم وبقيتُ لوحدي أكتبُ لي
منذ عامٍ أحبّوا أن يتباهوا بحضوري بينهم لكني رفضت
مع عدم الموافقةِ للعودة
اليوم تفاجأت باتصال هاتفي من اتحاد الكتاب العرب يخبرني أيضاً بعدم الموافقة وعليّ أن أعيد الطلب لاحقاً
لن أعيد الطلب وشكراً للقرّاءِ في اتحادِ الكتابِ العرب لعدم الموافقة فأنا بحقّ أنتمي لي وحدي
وأنا أكملُ ترتيبي قي عدم الموافقةِ للانتسابِ إلا للمملكةِ التي تشبهني