أينعتِ حقولُ سنابلي

مريم محمد 

منذ نعومةِ أظافري
تعلمتُ الكتابةَ بقلمِ الرصاص
كنتُ دائما أنسى
وضعَ الهمزات
فوق الألف أو تحتها
كانت معلمتي السمراء
ذاتُ الكعبِ العالي
تبتسمُ لي و تقول
بصوتٍ يكسر جدار ارتباكي:
يامريم
ضعي حبةَ القمحِ فوق الرفّ (الألف)
و إن حان موسم الحصاد
أسقطي الحبة للأسفل.
وكبرتُ
و كبر قلمي معي
انقلبَ قلبُه الرصاصي الطفولي
إلى حبرٍ واثقِ النبض
أينعتِ حقولُ سنابلي
دارت رحى الأيام
تعلمتُ كيف أعجنُ الحروف
ومتى أضيف خميرة الهمزات
و حفظت ُ
كيف ينضجُ
و تنتفخ وجنتا
رغيفِ القصيدةِ
في تنور الروح المتوهجة
فغدت وجبتي المفضلة
الخبزُ الساخن
وقليلا من بريق زيتِ الحُبّ
ليطرى وجهه المتورد
وأتلذذ برائحة حبات قمحي الطاهرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى