تضامن

مروان عياش | سوريا

مخجلٌ
أن تموتَ بيدٍ قذرة
ومهما كنت
مظلوماً
مغدوراً..
مشلولاً..
مهدوراً.. مخفوراً.. مشبوحاً
فذاك مُخجلٌ
حدَّ السعادة بالزوال
أن تكونَ حطباً
يحرقُ أهلكَ
يشوي وجوهَ الرفاق
ثم رماداً
يسجلُ أسماءَ المفقودين
قبلكَ و بعدك
تحتكَ و فوقك
إلا أنت
وأنت ترتفعُ دخاناً
بألوانِ الراية
باسقاً فوقَ ضريحِ الوطن المجهول
لتَذروكَ ريحٌ نفساء
فوقَ نجاسات طريق الأضحيات
هشاً للتاريخ
كَلا شيء كنتْ
فذاك مخجلٌ لا نهائي
أنْ تُغمضَ عينيكَ قرفاً
ازدراءً لقدرٍ مزعوم
واثباً فوق اللامعقول
إلى أصحابك في السعير
فذاك موتٌ ضامنٌ للوجود
أنْ يُكشفَ سِرُكَ المدفون معك
يُرفع عن ذكراك زعيقُ الرصاص
ودمعتُكَ الأخيرة
تحبو إلى خد أبيك تبكيك..
أن يُشيرَ إلى بقاياكَ غُصنٌ
رضعَ دمائك
عَرفكَ و عرفَ الحارةَ و الجيران
فذاك الموتُ..
تضامناً مع الحياة
أنْ تُصدقَ ما يقالُ عن الوطن
وتثقَ بالهواء الذي يدخلُ صدرك
قبل أن ينفجر
أنْ تكونَ سورياً
فهذا تضامن مع الحياة
فلا تخجلْ أنتَ
بلْ على الكونِ أنْ يخجلْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى