خلف ستائر الاكتئاب
نجاة صادق الجشعمي | الإسكندرية
بين الألم والفرح والمتعة والسعادة ساعة جزع، ولحظة ذُلّ، وثانية بكاء، وساعات من الاكتئاب، وسنوات من الزهايمر؛ لكن ماهو الألم؟ وكيف يُستبدَل محل المتعة ومن المسؤول عن التعاسة والألم؟
هذا ما سنعرفه
هل الألم مجرد كلام وعبارات ومواقف وشعر وقصص وحكايات؟ الجواب نعم الألم كل هذا وأكثر، لكن من خلال الكتب والحكم وأقوال المشاهير عرفنا أن سر النجاح هو أن تتعلم كيف تتشافى وتنضج وتزداد وعيا وإدراكا وتحول الألم إلى متعة بنجاحك وتطورك ورفع استحقاقك الذاتي ومعرفة قيمة ذاتك وقدرك أمام نفسك أولا، ويكون الألم هو سلم نجاحك لا ضياعك وفشلك؛ لأنه ساهم لك في رفع الاستبصار والفهم السليم لنفسك وروحك التي خلقها الله من روحه لذلك يقتضي عليك التعرف على قيمة وجرعة هذا الألم الذي اختلج أحاسيسك واجتز مشاعرك. ولِّدْ لديك جرعات وقائية لهذا الألم.
والذي أقصده ليس الألم العضوي الناتج من الأمراض؛ بل الألم العاطفي والخذلان والحزن والفقدان فلا تجعل من الألم نظارة سوداء تنظر بها فتتجرع الألم؛ بينما الآخر يضحك ويستشفي بك غيظا وفرحا بأنه هزمك لا بل اجعل من الألم دافعا لتقدمك ونجاحك لا بالصمت، بل بالسعادة والتعبير عما بداخلك من فرح وابتهاج بما توصلت إليه من نجاحات اعرف قيمة نفسك واستحقاقك.
لاتنتظر الآخر الفارس الغائب الذي رحل دون عذر أو من توعدك بالمقاطعة والنفي من حياته إياك إياك أن تمكِّن الألم منك فتنكسر وتحزن وتبكي… فالخنساء تقول :
قذي بعينيك أم بالعين عوار
أم ذرفت إذ خلت من اَهلها الدار
أما عنترة فقال:
خسف البدر حين كان تماما
وخفى نوره فعاد ظلاما
اما أنا نجاة فأقول :
اضحك مأسورة الروح
أقاسم فؤادي الجروح
حمقاء أنا اتوضأ
بالدموع
فأدركت و نضجت
أن لا عُمر ولا زيد
يستحق الدموع الددم.