فقه الكد والسعاية ..اسلوب للحياة
د. حسام لطفي | مصر
ندرك جميعا أن الحياة لها كلفة وأن رحلتها تحتاج إلى مال وصبر وجهد، وينطبق ذلك على رحلة زوجين يضربان في الأرض ويسعيان للكسب الحلال، ويستفيد كل منهما من مبدأ إنفصال الذمة المالية، ولا ينازع أي من الزوجين شريكه فيما رزق به بكده وسعايته .
ويحتاج الأمر دراسة أعمق حال توافر شرطين أولهما انقضاء العلاقة الزوجية بفراق بيدهما سواء أكنا بصدد طلاق بحكم قاض فيسمى تطليقا أو بقرار زوج فيسمى طلاقا، أو بيد المنون، فيتوفى أحدهما، والشرط الثاني أن تكون الزوجة في حاجة إلى مال لتفادي إنهيار مركزها الاجتماعي وما يفرضه عليها من انفاق لتظل كما كانت معززة مكرمة. فهنا يجب إعمال توجيه رباني حاسم مفاده “لا تنسوا الفضل بينكم ” .
هذا هو لب فقه الكد والسعاية حيث نبحث في دور الزوجة فيما عاد على الزوج من نماء في ثروته، وهو نماء تحقق بصورة مباشرة عندما تضخ جهدها في مشروع تجاري الطابع أو بصورة غير مباشرة عندما يوفر سعيها المال بما ينعكس على الأسرة فتعيش “مستورة” و” مستغنية” . نتساءل عن مصير الزوجة إذا فارقها الزوج بموت أو طلاق وكان نصيبها من المال بمسمى النفقة أو المتعة غير كاف لتستقل بمعيشتها .. فهل يكون في رسالة الرحمن ” لا تنسوا الفضل بينكم ” ما يغنيها ويحفظ ماء وجهها .
بديهي أن نلجأ إلى علماء الدين لنسألهم الرأي ..ومنطقي أن نطلب منهم وضع الضوابط المناسبة التي تسمح بإعمال رسالة الرحمن ..وأن نفتح باب حوار مجتمعي لنتعرف على المشكلات ..وهذا كله مطلوب لنضمن متانة الأسرة المصرية وصلابتها وننأى بها عن هزات اجتماعية قد تجعل من حياة الأولاد جحيما واجب الفرار منه بانتحار أو زواج مبكر .
ما ندعو إليه هو حماية الأسرة المصرية بكل ما تحمله الكلمة من معان ..ولا نسعى إلى تمكين البعض على حساب البعض ،..بل نمد يد التعاون مع الجميع ونفتح آذاننا للحوار البناء ..فقضيتنا قضية أمن قومي للبنية البشرية التحتية في مجتمعنا
ليبقى الفضل بيننا ..