لم يطأها الهجر
ريناس إنجيم | ليبيا
كانت تمشي
على استحياء
ما بين قصيدة وأخرى
تاركة وراءها حقول خزامى
ومدن عذراء
لم يطأها الهجر
صباحها فتنة
الكل واقع في شراكها
مبلل بريقها
يلعق مرايا الضوء
َبـ ألسنة الشغف
يمتزج صمتها بضجيجها
لـ يصنع ممرا آمنا
للحجج والأعذار
يرمي بحجر العثرات
في بحيرة النسيان
ومساؤها غواية كأس
كمين شيطان
نهود شامخة
تصدح باللهفة
عربيد يدندن
و موسيقى فاتنة
ناعمة كـ غيمة بكر
وشرسة كـ غجرية غيور
تراقص الحنين
تقفز من وتر إلى وتر
تفتح شهية الذكريات
وترسم على جدرانها
تفاصيل حقبة ندية
لـ عاشقة وفية
خانتها التعابير
وأضاعتها المسافات
فـ أودت بـ حياة كحلها
وأحمر شفاهها
لم يتبق منها سوى
منديل معطر
مطرز في زاويته
أول حرف من اسم رجلها
كانت تلمع به أحذيتها
بعد رحلة طويلة من الخذلان
رجلها…
الذي عبث بحروفها
واستخف بنفجان قهوتها
و استباح شرفتها المطلة
على غابات بوحها
رجلها..
الذي لوث نهرها
عندما اغتسل فيه
وقطع عنق سنابلها السامقة
رجلها..
الذي كلما كتبته
طال عنق كبرياؤه
وكسرها