سيمفونية عشقٍ شاعري
سمير عبد الصمد | الأردن
كلّما سافرتُ يا وطني سافرَ معي حنيني إليكَ، واشتدَّ شوقي لِعِطرِ تُرابِكَ، وحَمَلتْني المسافاتُ قصيدةً مُحَمَّلةً باللهفةِ، مُلوَّنَةً بالاشْتياقِ.
كلّما شَعَرْتُ بالتعبِ يا وطني، اسْتَنَدْتُ إلى جبالِكَ، وشَددْتُ أزري بِحبالِ قُوَّتِكَ، واتَّكأتُ على حيطانِ مَجدِكَ، وملأتُ روحي بأريجِكَ.
كلّما أحسستُ بالضعفِ يا وطني، امتشقتُ سيفَ العزمِ منْ قِمَمِكَ، واسْتَلْهَمْتُ كِبريائي من تاريخِكَ، واستمددتُ القوَّةَ مِن صُمودِ قِلاعِك، فأغدو بِكَ أقوى.
كلما ظَمِئتُ يا وطني قَرأتُ مَرايا عيونِكَ، وَتَلَوْتُ آياتِ عَليائِكَ، فَتَمْتَلِئُ روحي الظَّمْأى بِتَرْنيمةِ عِشْقِكَ، وأسكُنُ نَبْضَكَ الأزليِّ.
يا وطني خُذْني إليكَ، مُتَبَتِّلًا يَسْكُنُ مِحرابَكَ، وَفِيًّا لا يَعْرِفُ غَيْرَكَ مَوْئِلًا، ولا يَشْتاقُ سِواكَ مَوْطِنًا.
وَرِثتُ حُبَّكَ يا وطني، مِثْلما وَرِثتُ اللونَ والسِّماتِ والمشاعِرَ، فصارَ عقيدةً وسُلوكًا يُرَوّي أرْضَكَ بِوابلِ اعْتِرافي بِجَميلِكَ.
يا وطني، أُطفِئُ لَهْفَةَ انتظاري، أَسكُنُ غَلائلَ وَردِكَ، فَيَمْتَزِجُ العَقْلُ والقلبُ في سيمفونيةِ عِشْقٍ ّشاعريٍ.