مداهمة الشعر
حنان عبد اللطيف | سوريا
حينما داهمني الشِعر
لم أكن اعلم بأن
النوافذ والأبواب
لا تُغلق أقفالها بوجه الريح
إلا بالكلمات
لم أكن أعلم بأن
أفاق المدى مثقلة بالغبار
وأننا نضع نظاراتنا السوداء
منعاً لالتقاء غمرتين
حينما داهمني الشِعر
لم أكن اعلم بأن
الدهاليز المعتمة
أرحم بكثير من
أضواء المدن الباكيات
كنت أحاول فهم الأمور على سجيتها
وأعقد تصالحاً مع طببعة الألوان
كنت احاول فهم ثنائيات أتعبتنا كثيراً دونما جواب
علاقة الحب بالأرض بالوجود بالإله
ولم اكن اعلم بأن ذلك من صفات الأولياء
لم اكن أعلم بأن
للبحار قيعان آخرى
تتكاثر في اعماقها الحماقات
وأن للمراكب والأشرعة
رأي آخر
وانها مُجبرة على السفر والترحال
لم أكن اعلم بأن البراءة
حقل ألغام ينفجر تباعاً
كلما داسته أقدام النزلاء
وان اللون الرمادي
حبل سري ينقطع دفعة واحدة
كلما خانتنا فكرة امتزاج الألوان
علمني الشِعر
معنى الغربة و المنفى
داخل وطن يسكنكَ شذاه
و بأن الجدران ستسقط عليكَ
كلما حاولت الاتكاء عليها
وانت منفي بعُري المسافات
حاول الشعر ان يعطيني
فسحة سماوية
لرؤاي المبعثرة
قبل ان يبتلعها رماد الظلال
المعربش على الأشياء
_علمني الشعر أن ادخل بؤبؤ العتم
لأرى كيف تتصارع أمواج الظلمات
_ القصيدة هي الوجه الآخر
الغير مرئي لنا ولذواتنا
_ شكراً للشعر
لأنه حررنا من قيودنا
و سكبنا راحاً في دنان الكلمات