نقش ذاكرة عتيق
عبد السلام العطاري
كلّما حاولت استدراج الذاكرة؛ فرّ سِربُ حنين؛ وحطّ على بيادر القمح، حطّ على ركبة بيتنا هديل الحمام القديم.
فهذا الصوت المُرتدّ على صفحاتِ الوديانِ كان أبي؛ يطرح العافيةَ على الناس وعلى الناس السّلام.
هذا الوجهُ المُطلّ على صفحةِ البئر كانت أمي؛ تنشل منها لتُطفيءَ ظمأ السّبيل والشمس والمُشاة.
هذا الظلّ الواسع على الأرضِ كانا هُما، وذاك الطّفل أنا؛ أركض في الحلم وأرسم جنتي.
هذا الكُلّ؛ ذاكرة توجعُني، كُلّما أرتدَ الصّوت ولاح الوجه واتسع الظلّ، وصار الخيال يمشي مع الشمس حتى الغروب.