براويز باكية

د. أحمد جمعة | مصر

ودعوا الآن أحبابكم،

واتركوا صدى صيحتكم الآخيرة بالحب

يتردد في قلوب

من منعتكم من البوح لهم

نفوسكم المتعالية،

اكتبوا قصائدكم الأخيرة باذلين فيها

كل قلوبكم

فإلى هنا يعجز البندول عن إكمال

حركة أخرى

نعرج بها للبيت الأخير

ويتوقف الرمل عن سقوطه

حبة حبة

لأنّه دفعة واحدة سيردمنا للأبد

بكل ما في جعبتنا من:

آمال زائفة

أحلام لم تتخط سقف اليأس

قبلات يسيل منها دم الحب

رسائل تلعن أصابعنا

عناوين احتفظنا بها ولم نقدم لمرة واحدة

على زيارة قاطنيها

براويز باكية

ومقابض لأبواب أسيفة

ملّت أيادينا.

ودّعوا الآن أحبابكم؛

فما سيخلد في ذاكرة من سينجو:

كلماتكم الأخيرة

أحضانكم الأخيرة

قبلاتكم الأخيرة

ودموعكم التي لم يكن ليحررها

من أقاصي كبركم

إلا الوداع!