زَهْرَة الحَيَاة
موزة المعمرية
جاءت زهرة الحياة يوماً يشدها عبق روائح التفسير, والتحليل, لسيِّد الأرواحِ الزكيةِ الهِيَام
سَألَتْه: فسِّر لي معنى الحُب, ما هو؟ وفسر مَاهيته؟ ما كيَانه, سِحرُهُ, وكونُهُ الغامِض؟
فأجابها مُستنكراً سؤالها: وهل للحبِّ تفسير؟!
فقالت له: لكلِ شيءٍ في الوجودِ تفسير, وتحليل, وتوضيح
فقال لها: إلاَّ الحُب
فقالت: لِمَ؟ لِم يستعصي عليكَ تفسير معنى الحُب؟
فقال: لأنهُ مُبهمٌ, مُعقدٌ, مُلغِزٌ, وغَرِيب,
هو مُنزهٌ عن أيِّ تحليل, أو تفسير, أو تبيين,
هو فقط لبعضِ الأرواحِ الطيبةِ الخُلود,
وهو كالتَّاجِ لبعض القلوبِ الرحِيمة,
هوَ كالرَّانِ عليها يُغلفها ببعضِ حُمْرَةِ العَقيق,
لا تفسير له, لا تحليل, لا تفصيل, لا إظهار,
هوَ للتعظيمِ, والتبجيلِ, والإجلالِ العظيم,
خُلِقَ من رحمةِ الرحمنِ الرحيم,
لشأنِ بعضِ خلقهِ المِعطاءِ الكريم,
ليُغرَسَ في القلوبِ جيلاً بعدَ جيل وعُقود,
أزمانٌ تتلوها أُخَر, يتغير الكون والتمثيل,
ولكنَّ شأن الحُبَّ يبقى واحدٌ بغير تغيير,
هو ذو شأنٍ عظيمٍ ولذلك هُوَ لكوكبِ التخليد,
لتلك الأضلعِ النابضةِ بالوريد,
لا تعرف له معنى, ولا إسم, ولا عنوان,
هُوَ ينبض فقط بين قُضبان السجونِ المعقوفةِ التخليق,
وهُوَ للروحِ طيرٌ يُرفرفُ عالياً بها نحو عَوالمِ التخليد,
لا تفسيرَ له, لا عنوانَ, لا تفعيل,
قالت له: شرحتَ, واستطردتَ بالشرح أيها الجليل
فقال: كلاَّ, هي بضعُ كلماتٍ تُقالُ فقط على ألسنةِ التشريح,
الحُبُّ شعورَ, إحساسَ, دقَّاتَ, ووهجٌ مِن نَعيم,
لا يمكنُ لمن يُحبَّ بأن يشرح الأفعال!