فهل زورة قد تريح الشجي؟
د. سعيد الزبيدي | شاعر عراقي وأكاديمي بجامعة نزوى – عُمان
أحن إلى بيتنا الأول |
إلى نخله الفارع المثقل |
إلى سقفه ذي الجذوع العتاق |
إلى سعفه اليابس المدلي |
إلى حجرة عاث فيها الشتاء |
فلا دفء فيها ولا مصطلي |
و لكنها مجلس عامر |
و محراب حرف متى أختلي |
أعد بها ما يريد الصباح |
و أنتظر الليل لو ينجلي |
و أخلو بها لا أود الحديث |
أناجي الذي بعد لم يأفل |
و في كوة سهرت شمعة |
يراقبني ضوؤها من عل |
إلى أن تذوب وقد تنطفي |
و أغمض جفنا على مأمل |
أظل إلى الفجر أرعى الحروف |
و أرسم منها رؤى المقبل |
و كم من كتاب غفا والسرير |
و كم دفتر دونه مهمل |
أحن إليه ويا لهفتي |
حنين معلقة مطفل |
ينازعني فيه شوق قديم |
كمثل الرماد لدى مرجل |
يثور بذكرى إذا ما تعن |
فيضرى فيحرق كالمشعل |
ويخمد إن شاغل عارض |
كأن لم يكنه ولم يغتل |
فهل زورة قد تريح الشجي |
قبيل الثوى آخر المنزل |