شاعر من سُلالةِ الضوء

محمد خلاد السكتاوي | المغرب

الصورة بعدسة الشاعر: بيوت حي البيازين في غرناطة
ثمة أكثر من إرْث خلفه
مفتاحُ بابِ أندلسي
وحدائقُ شعر في البيازين^
وسربُ طيور مائيّة
معلقةٍ بين حَبْلِ الكلمات
وسقوفِ القرميد الأحمر

شاعر من سُلالة الضوء
اختار أن يطل على العالم
من شرفة قمر
أغضب الدكتاتور
لأنه صار يسطع في ليل بهيم
فأعدمه

وقف عند جدار الموت
سأله الراهب : ماهو طلبك الأخير؟
حدّق في السماء طويلا
ومدّ بصره وراء مساكن الريح وقال:
افتحوا أبواب غرناطة المزخرفة بالخط العربي
وامنحوني كأس نبيذ وردي
ورغيفا و سمكتين
في صحن موجة

خيّم صمت ممزوج برائحة الموت
لا أحد بمقدوره أن يستجيب للطلب
تقدمت كتيبة الإعدام
جهزت بنادقها
صرخ القائد محركا يده :نار
Fuego
وضغط الجند دفعة واحدة
على الأزْنِدة
وانطلق الرصاص

ظلت عيون الجند مفتوحة
على الثقوب في الجسد الصغير
المعفر بالدم والتراب
كانت تنبثق منها أشجار وأعشاب خضراء
وبركة دم تتسع أكثر فأكثر
وتتحول إلى بحر أزرق لانهائي
——————-
^البيازين: الحي العربي القديم بغرناطة، وفي أعلاه يوجد قصر الحمراء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى