ما وراء الإعراب!
د. سعيد الزبيدي | شاعر وأكاديمي عراقي | لندن
جاءتْ إليَّ وفي يديها دفترُ
فظننتُها -ياغفلتي-تستفسرُ
|||
وتبسمتْ تُخفي وراءَ قناعها
غايًا تخطط دونها وتدبّر ُ
|||
فدنتْ وقالتْ: كيف أُ عربُ جملةً؟
في بيتِ شاعرنا الذي يتكررُ
|||
“بغدادُ ما اشتبكتْ عليكِ الأعصرُ
إلا ذوتْ ووريقُ عمرِكِ أخضرُ”
|||
فأثارتِ الشوقَ القديمَ ولم يمُتْ
لكنْ شُغِلتُ بما أمَرُّ …وأخطرُ
|||
خلّفتُها صورًا تغيّرَ لونُها
صَدِئتْ بذاكرتي وكانتْ تُبْهرُ
|||
في(الكرخِ)حسبُكِ ب(المها) لا تُذعَرُ!
أو في (الرصافةِ)يستثيرُكِ مِزْهَرُ
|||
وسرحتُ لا أدري كأنّي راهنٌ
قلباً بـ دجلة أيها يتخيّرُ ؟!
|||
وإذا بها هزّتْ ذوائبَ شعرِها
حتى تنبّهَ من سها يستذكرُ
|||
إذْ أردفتْ:بغدادُ…هل بندائها
مغزى ؟لعلّ وراءَهُ ما يُسحرُ!
|||
يسترجعُ التاريخَ في دَوَرانِهِ
يكفيكِ” ما اشتبكتْ عليك الأعصرُ”
|||
يكفيكِ منها ماروتْهُ ليلة ٌ
لا ألفُها إذ شهرزادٌ تسمرُ
|||
وكَبَتْ لديها الحادثاتُ ولم تزلْ
مُهْرًا أصيلًا شوطُهُ لايعثرُ
|||
ومضى الطغاةُ بما جنتْ ايديهُمُ
لم يبقَ إلا ذكرُ سوءٍ يُنشَرُ!
|||
فتبسمتْ أخرى،فلا الإعراب ما
ترجو ولكنْ تستفزُّ وتُسعِرُ
|||
قالتْ:كفيتَ لقد بلغتُ بذا ولي
بعدُاعتذارٌ إذ رأيتك تُقهَرُ