هل أتاك حديث رامون؟
فازع دراوشة| فلسطين
قد يكون كثير من الفلسطينيين خاصة والعرب والمسلمين عامة سمعوا باسم رامون للمرة الأولى ظهيرة يوم 13 مايو 2021 عندما تم استهدافه بصاروخ العياش ذي مدى 250 كلم. وقد يكون كثير منهم لا يعرفه إلا اسم مطار على اسم واحد منهم. وقد يكون قليل منهم يعرف أن رامون هو واحد من أبرز طيّاريهم، وقد يكون عدد أقل يعرف أن رامون رائد فضاء أيضاً، وقد يكون عدد أقل وأقل يعرف أن رامون هلك بحادث تحطم المكوك الأمريكي كولومبيا يوم تحطم.
وقد يكون لا أحد منهم يعرف أن رامون شارك بقصف في العراق الأشم يوما ما. شخصيا سمعت باسم إيلان رامون يوم السبت الأول من شباط 2003، وكانت أمريكا بوش الابن تتهيأ لغزو العراق الثاني.
فمن هو ايلان رامون؟ (سأعتمد على ما علق بذاكرتي من قراءات عن رامون وما يتعلق بموضوعه)
إيلان رامون طيّار إسرائيلي متميز، ولد سنة 1954، واشترك مع 15 طيارا بعملية قصف المفاعل النووي العراقي يوم الاحد 7 حزيران 1981، وطارت الطائرات في سماء النقب الفلسطيني وجنوب الأردن وشمال السعودية، وضربت وعادت ولم يكشفها أيما رادار عربي ولله الحمد الذي لا يحمد على مكروه سواه، وكان العراق منشغلا بحربه العبثية ضد إيران التي استنفدت قوة بلدين إسلاميين كبيرين، وكنت شخصيا منشغلا بالتحضير لامتحان الثانوية العامة/ التوجيهي الذي كان سيبدأ بعد عشرة أيام أي يوم الأربعاء 17 حزيران 1981.
ودارت السنون واستمر رامون بتميزه، وتزوج من رونا وخلّفا أربعة أولاد سيموت أحدهم (عساف) لاحقا بتحطم طائرة F16 في أجواء الخليل أواسط أيلول 2009.
وماتت الأم رونا بمرض السرطان في ديسمبر 2018، وأوصت ألّا تقام لها جنازة بل يحرق جثمانها كي لا يرى أبناؤها الثلاثة (شابين وفتاة) فقدا جديدا في عائلتهم.
وبعد انتهاء خدمته أو في أواخرها وقع الاختيار على إيلان رامون ليشارك في رحلة مكوك الفضاء الأمريكي كولومبيا الذي انطلق للفضاء بادئ الأمر في نيسان 1981.
وفي الأسبوعين الأخيرين من يناير 2003 انطلق المكوك كولومبيا الأمريكي للفضاء في رحلة طويلة حول الأرض، وكان يقل سبعة رهط؛ خمسة رجال وسيدتين، إحداهما هندية، وكان رامون واحدا منهم، بل كان أكبرهم سنا؛ 48 سنة تقريبا.
ولدى عودة المكوك للأرض بعد أسبوعين من انطلاقه تفجر المكوك لخلل ما لحظة دخوله الغلاف الجوي الأرضي على ارتفاع 20 كلم تقريبا، وتناثرت أجزاؤه، ونقلت “الجزيرة” المشهد كاملا مباشرة لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات، وكان ذلك عصر السبت الأول من شباط 2003 في أجواء تكساس في الولايات المتحدة، فوق مدينتي دالاس وهيوستن، وسقطت أشلاء رامون- وربما غيره- في بلدة “فلسطين” في تلك المنطقة كما أوردت الأخبار ذلك يومها. ولم ينج- طبعا- ناج من الرواد السبعة.
أقيم احتفال تأبيني للرواد يوم الثلاثاء 4 شباط 2003 وخاطب جورج بوش الابن- وكان رئيس أمريكا وقتها- ابن رامون، ولعله عساف، وكان صحبة أمه قائلا له: أبوك هاجم وقصف العراق(قاصدا اشتراكه بقصف المفاعل النووي في حزيران 1981، كما أسلفت أعلاه)، وأنا أيضا سأهاجم العراق. وهو ما تم يوم الخميس 20 آذار 2003؛ أي بعد 44 يوما من الاحتفال.
وكانت تلك المرة الأولى التي أسمع فيها بإيلان رامون وأضفت ذلك لمعلوماتي مما قرأته عن كيفية قصف المفاعل النووي العراقي ومن قام به… وما إلى ذلك.
ودارت السنون ومات ابن رامون بطلعة تدريبية بطائرة (F16) في أجواء مدينة خليل الرحمن في أيلول 2009 كما أسلفت، ثم هلكت أمه بالسرطان بعد عقد تقريبا يقل قليلا، وأرادت إسرائيل إنشاء مطار كبير في جنوب فلسطين، ويكون أكبر من مطار إيلات، فكان أن أنشأت هذا المطار وأسمته على اسم واحد من ألمع طياريها، ليصبح ثاني مطارات إسرائيل بعد مطار اللد الذي تسميه هي وجهلة العرب مطار بن غوريون على اسم أول رئيس وزراء لها الملقب في كتاباتهم بالنبي المسلح لإسرائيل.
ومطار رامون قريب من الحدود الأردنية مع جنوب فلسطين، واحتجت الأردن على إنشائه حيث يؤثر على مصالحها، ولكن كالمعتاد دون جدوى
وفي يوم 13 مايو 2021 أراد الجنرال محمد ضيف أن يقصف ذاك المطار، فكان له ولصحبه ما أرادوا.