انتظار
سمية عبد المنعم | قاصة وإعلامية مصرية
مساعد مدير تحرير جريدة الوفد
على الرصيف ذاته كانت وقفته.. أما هي فالطريق نفسه تعبره.
لكن تلك المرة هناك أمر ما مختلف..وقفته المترقبة لا تبدو كوقفته الأولى المتململة، بل تراها اليوم متلهفة، ترقب عيناه خطواتها في شوق، حاولت ألا تبدي ملاحظتها لذلك الشوق عندما مدت إليه كفا مسلمة.
تأكد حدسها عندما سكن كفه إلى راحتها كرضيع يركن إلى صدر أمه ليغفو بأمان.
هربت بناظريها من محيط عينيه، وفي الحقيقة كانت تهرب من ضعفها أمام لهفته.
نظرة متفرسة ومتحفزة من ابنها المراهق لعينيه أنهت كل شيء، فخمد شوقه إلى غمد قلبه، واختفى بين أضلعه مضطرا.
هنا وجدت نفسها تبتسم بود غير مصطنع، وتجيب سلامه بهدوء، ليغادرها مسرعا غير ملتفت.