هي أمنا… جميعاً
عمر عبد الرحمن نمر | فلسطين
فارسة… قائدة… رائدة
وقد أتمّت كل شغل الأرض، حرثت وعشّبت، وقلّمت، وسمّدت، ثم عدّلت وأصلحت ورمّمت أركان البيت… ردّت الحجارة الهايلة فأعادتها مكانها… وطيّنت مكان الدلف… وعدّلت اتجاه المزراب… نظّفت سهلتها… كنّستها وشطفتها… وكنّست باب الدار، وأصلحت قناة البير.. علفت دجاجاتها… وحماماتها… وأسقت المانوحة… وزودت مذودها بتبن الكرسنة الأحمر… والكرسنة…
لبست قفطانها، وزمّت سبتتها، ونزلت إلى المدينة… تتجول في أسواقها، وتنتقل من شارع إلى آخر… تتأمل البضائع وتساوم أصحابها، ثم تتناول كسدانها من عبّها، وتدفع ثمن الهريسة… وثمن السمك، وثمن الخبز الكماج المدني، تشتري قيطاناً للجارة، وخيطاناً… وتصلح حذاء ابنها بإضافة نصف نعل له… تشتري الكعك المسمسم… والفلافل ذا الحبة الكبيرة… وتعود إلى بيتها… والسبتة الملآى على رأسها… تعود فرحة تحدث بما رأت وسمعت… وتفرّح المحيطين بها… التحايا لها والمحبة… صانعة الفرد والمجتمع.