كنّا وكانَ الكرْمْ

د. سمير شحادة التميمي | فلسطين

كنّا صغاراً

نذهبُ إلى كرمِ التينِ

لننطُرَهُ 

أو هذا ما كنا نتخيل

 نشغلُ أنفسنا باللهوْ 

بصيدِ عصافيرِ الماءْ 

(بالمغيطةِ

أو بالأقواسِ

او بالفخ)

كنّا مسرورينَ

 لا همَّ لدينا

ما قلنا يوما (أخ)

نعلوا الأغصانَ الضاربةََ في عينِ الريحْ

نهتزَّ معها 

نهتزْ

تأخذنا النشوةُ والريحْ

فَنغَنِّي أغاني الجداتِ 

وهن يلقطن حباتِ التينِ

(منّين انجيبِ الصبرْ 

يا زمنْ قولْ امنينْ

وكلِّ الحبايبْ فارقوا

وهلَّت ادموعْ العينْ

وجِريَتْ مثلِ النبعْ

 وجرّحت للخدين)

ويملأن المسطاحَ بالقطينْ

وكنا نهتز مع الأغصان

بكلِّ مرحْ

شخنا وشاخَ الكرمُ

واقتلعتِ الريحُ شجرَ التينِ 

وهجرتهُ العصافيرُ

لا صغارَ ينصبونَ فخاخَهمْ

لا صدىً لأغاني الجداتْ

فقد صار الكرم ملعباً 

للريحِ

 والثعالبِ 

والخنازيرْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى