حسبنا الله و نعم الوكيل
عبد الباسط الصمدي أبو أميمة | اليمن
على مر العصور التي توالت
كل من علا في الأرض
أدركه الغرق بوحشيته كفرعون
و كل من طغى في الأرض
أدركه الموت بسكراته كقارون
لست بشاعر
أنا المهندس الذي أدركه الشعر بأناقته
و ترك على التاريخ علاماته
دمعتي تطل من أعلى قمم قلبي
كلمات وآهات وكتاباتي متمردة
لا تقبل الظلم مالم تكن
بخطوط القلب ما نشرتها
منذ الولادة
و أنا أرسم خارطة الأوطان
وأكتب بخطوط القلب أحبك يا يمن
واليوم أنا أبكي على الشام واليمن
ذبلت كل أوردتي والظلم أبكاني
وتهت فيها بعدما أوحش أزماني
و اليوم أنا يا ناس
أبكي على فلسطين
الدمع في القلب جارٍ بإنسكاب
و البحر هائح من صدى الأهات
الأماكن تذرف دمعة المقهور
و الصخور التي كانت تلوح
للمارين من شفشاون حطها السيل
وكل أوراق الشجر
تكاد تكون سقوطا
تعب المشوار وتاهت الخطوات
وتساقطت من الدموع ألوان و ألوان
و غالي الدمع أثَّر
و ترك علامته على الحجر
و اليوم أنا يا ناس أكتب
ما عاد نحتاج شاشا للحنين
نحتاج قلبا يمشي على الجمر
ضد الحزن ومهما الدنيا حاولت
محال أنه ينكسر ومحال
يموج شريان مع شريان
نحتاج قلبا كالحديد القاسي
ومهما الدنيا حاولت
محال محال محال يلين
نحن الذين إذا ركبنا الخيل
تضج الأماكن من صدى الخطوات
والليل الطويل يودع أخره
مجدنا نمضي حتى النهاية
ونتوق لميراث لأجله الدنيا تهون
تالله لن نحيا بأرض وكأننا
بين أعداد الموتى إن شاء الله
و اليوم أنا يا ناس أكتب بدمي
سلام على الدنيا إن لم أر اليمن
مثل الجبل واقفا ويعانق الشام
و سلام على الدنيا
إن لم نزفرف أعلام النصر
كمثل يوم حطين من فلسطين