قصيدة بلا عنوان

مروان عياش | سورية

كنا نرسمُ أحلامَنا بالمطر
نندمجُ بالزمن
فصلُ قمحٍ
فصلُ زهرٍ
فصل أمٍ
وللطيرِ القادمِ من وراء البحر
نَدقُ الرعدَ
فوقَ دارِ الشيخ
ونلحق وميضاً بعيداً
كأنه ينقلُ سلامَنا للحياة
نُسابقُ الربيعَ في حوران
حفاةً كالسحاب
نخلعُ الدنيا وراءنا
نقطفُ ألواناً نادرة
فمَدرَسَتُنا كانت سيدةً ريفية
تعشقُ هدايا الأطفال
وذاتَ غروبْ….
تَركنا القمحَ وحيداً
ونَسينا طفولتَنا هناك
مخبأةً
في أحضانِ السنابل
حيث لم أَعدْ أذكرُ
غيرَ نباحِ كلبٍ بعيد
قد لا أشتاق له أبداً
كان الخوفُ يتساقطُ علينا من السماء
يخطفنا صرخةً
تلو صرخةٍ
تلو صمتْ…
كان موتاً غاضباً
يَهوى أكلَ قلوبِ الأطفال
كُنا نُغني للموتِ رعباً
ما كنا نغنيه للمطر فرحاً
( يا ربي
تشتي طحين
على أولادِ الفلاحين
يا ربي
تشتي طحين
على أولادِ الفلاحين)
و ما زلنا خائفين
نختبئ في التنور
مع بقايا خبز
و دم
و مطر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى