هل للكلمات طعم؟
موسى محمد دبيش | اليمن
نعم إن للكلمات طعم ورائحة أيضا فمن الكلمات ماهو عذب ومنها ماهو علقم ومنها ماتفوح منها نتانة. إن مايتفوه به الإنسان من كلمات عند مخاطبته للآخرين يبين سمة صاحبها البعض يقول والله قلت كذا وكذا وأنا كنت في حالة انفعال لا أعلم ماذا أقول.
أيها المنفعل الذي لاتعلم ماذا تقول، أقول لك انظر إلى كلماتك التي أطلقتها كسهام مسنونة كم جرحا غائرا سببت وإن لم تسيل دما فقد أسلت ألما وحزنا. عندما تنفعل اعلمْ أن من انفعلت عليه يحمل بين أضلاعه قلبا مليئا بالأحاسيس والمشاعر يحمل نفسا أقدمت على تمزيقها بكلماتك.
فلربما جعلت من الذي انفعلت عليه يفقد الثقة بالآخرين؛ بل وقد يفقد الثقة بنفسه وقدراته قد تهدم في نفسه جبلا شامخا متمثلا في شخصيتك بالنسبة إليه فقمت بنسف ذلك الجبل. وعلى النقيض الكلمات العذبة تكون دواءًا وبلسما تكون قوة دافعة لمن تخاطب مليئة بالثقة وتعزيز القدرات. وهناك من يتفنن في انتقاء كلماته النتنة التى تفوح منها رائحة الجيف المتعفنة فلايستطيع التخاطب إلا بها؛ بل ويحس بسعادة غامرة عندما لايجد من يستطيع مجاراته بمثل ألفاظه.
لننتقِ مفرداتنا ولنهذب كلماتنا مع من عرفنا ومن لم نعرف وفي أي حالة نفسية كنا. لنتحكم بأعصابنا ولنتذوق كلماتنا قبل أن تغادر شفاهنا فلربما لفظة كسرت خاطرا، وأخرى أدمت قلبا وبعدها نحس بالندم بعد فوات الأوان.