سوالف حريم.. التلفزة العربية مؤامرة عربية

حلوة زحايكة-فلسطين

ذهلت إلى حدّ الفاجعة مما تبثه محطات التلفزة العربية، خصوصا البرامج الموجهة للأطفال، ودهشتي أكبر من القنوات الثانية التي تبث بلغات أجنبية خصوصا الإنجليزية والفرنسية، حسب الدولة التي استعمرت الأقاليم العربية.

فالمسلسلات التي تبث لأطفالنا بلغات أجنبية لا علاقة لها بثقافتنا العربية الإسلامية، وهي من إنتاج أجنبي يخدم ثقافة منتجيها، والأجانب ليسوا بحاجة لها.

والبرامج العربية للأطفال توحي للأجنبي إن كان يشاهدها بأن الأطفال العرب هم من يملكون نعيم الدنيا والآخرة، ولن يعلم الأجنبي أن 70 % من شعوبنا تعيش تحت خط الفقر، وأن الطفولة تنتهك حرماتها في كثير من بلداننا، مثل العراق، سوريا، لبنان، مصر، اليمن، الصومال، ليبيا وغيرها، أما في فلسطين فإن الاحتلال قد توغل وتغول في ذبح الشعب الفلسطيني بأطفاله ونسائه وشيوخه وشبابه وأرضه ومقدساته وبيوت عبادته ودور العلم والبيوت السكنية.
وحتى نشرات الأخبار باللغات الأجنبية لا تخدم أمتنا ولا قضايانا، فهي تركز على رأس الدولة ومن يليه أو يلونه، من استقبل ومن ودّع ومتى عطس أو أصيب بالزكام، أما قضايانا المصيرية وثقافتنا فهي مغيبة تماما.
وهناك محطات “دينية” لا همّ لها إلا الحديث عن المرأة والنار والعذاب، وكأن الإناث في عالمنا العربي لعنة على المجتمع وسبب في كل الدمار الحاصل في بلداننا، وكأن الله –سبحانه وتعالى – لم يخلق الحساب والعذاب إلا للمسلمين! ويصل الاستخفاف بعقول المشاهدين درجة تخصيص قنوات لتفسير الأحلام وقراءة الطالع، ويقوم بذلك نصابون ومحتالون محترفون من أجل سلب أموال الناس، من خلال المكالمات الدولية باهظة الثمن التي تتقاسم فيها شركات الاتصال المبالغ مع محطات الدجل والخرافة.
أما البرامج الثقافية والتربوية والتعليمية والدينية الواعية فتكاد تكون مغيبة تماما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى