حديث الأصابع

ناصر أبو عون

أصابع أمي…
قصائدٌ معجونةٌ بالضوء
تبحرُ في صمتِ لوحةِ الحاسوبِ
تعزفُ نوتةً يوميةً للفراق
تذبحُ قلبكَ وتمضي
نورٌ يسطعُ من شُرفاتِ فساتينكِ يضيء قلبي المترعَ بالظلمة
استفاقةُ القلبِ على وجعِ النَّرجسِ
عمرُي الآتي ممزوجٌ بحليبِ محبتكِ الصباحيّ
آهٍ تطلعُ على بابِ قلبك تؤسسُ للفراقِ
مساؤكِ الضوءُ يهبُّ على جنوبِ القلبِ مغسولا بماءِ سماكِ
… وطنٌ يكره الجغرافيا وخطوطَ التماسِ
يوَزِّعُ العشقَ
يجذِّر الحزنَ
في القلوب البريئة وي م ض ي

أصابع الحبيبة…
عشرة أوطان لاتعرفُ حرّاس الحدود
تقع في المنطقة الوسطى ما بين القبلة والقلب
يتوسطها خاتم البراءة من تهمة العشق المدجج بالكاتيوشا
تجيد التدفق عشقا معجونا بالموسيقى

أصابعُ البيانو..
أصابعٌ تراودكَ عن نفسِكَ
ترسمُ خارطةً للموسيقى فوقَ أنَّاتِ الجسد المُتعبِ
تُقشِّر حريرَ الأوتار من ناصيةِ النّاي

أصابعُ الناي..
تكتبكُ قصيدةً غجرية بلا قوافٍ
لم تكشفْ عن ساقيها
تعبرُ بحورَ الشِّعرِ دون بللٍ
تتبعها أمواج بحورُ الصمت
تصلبني قديًسا ما بين السّبابة والوسطى
تسكبني حليبا فوق قميص الليل المترع بالأحزان
تخطُّ فوق جبيني تاريخ القبلات العذرية في خاصرة الحلم

أصابع الكمان…
صندوق الموسيقى، أوتار كمانٍ عطشى للعزف
خنصرها نوتة موسيقار من عصر التنوير
بنصرها ملفوف الشيكولا بزبدة الشِّعر
وإبهام يمينها راية النصر في زمن البطولات الكاذبة والتواريخ المزورة

أصابع السُّلم الموسيقي…
سُلَّم الموسيقى يصّاعد درجات قلبك المسجى
فتشقى ثم تموتُ فتحيا
دو .. ارتماء في حضن الكف
ري .. حرارة تسري في بدن الحلم
مي .. ارتباكة العشق يقطر عرق المحبة
فا .. وعد مؤجل بالمحبة
صو .. ضمَّة صدرٍ تدعك نهد الوقت بالموسيقى
لا .. صرخة كفٍّ يخضوضر بحنَّاء العذارى
سي .. سقطة العاشق في بحر طهرها