أترع كؤوسك.. مهداة للأخ موسى بن قسور
شعر: هلال السيابي | شاعر عماني ودبلوماسي سابق
أترع كؤوسك، قد ملأتُ كؤوسي
هذا المنافس لم يكن بنفيس!
|||
الشعر من ضرب السلاف، وإنما
هو فوقه في سكره المحروس
|||
شتٌان ما بين السلاف مخمَُرا
عَهداً، وبين الشعر ضوءَ شُموس
|||
ولربما بالشعر قامت دولة
شماء، أو أخذِت على منحوس
|||
انظر إلى “حرب البسوس” فإنها
قامت على صوت أجش بئيس
|||
فاملأ كؤوسك منه واستسق الهوى
إن القوافيَ منهل التنفيس!
|||
وكذاك سرتَ عليه مؤتلق الهوى
وجعلتُه في النائبات أنيسي
|||
أترعت من خمر “ابن كندة” أكؤسي
ومشيت بين الناس كالطاووس!
|||
حينا أشاطره سلافة خاطري
ولعله لم ينتبه لكؤوسي!
|||
قد همت باللٌدُني منه، وإنما
بعقاره عتقت كل طروسي!
|||
وتركت عنترة يهيم بعبلة
ومهلهلا يغرى بكل ضَروس
|||
ولربما خضت العصور منادما
أقيالها من شاعر ورئيس
|||
هذا جرير يستجيش مهاجيا
للأخطلين، بحلبة التدليس
|||
وأبو مُحسٌَدَ آخذ بمكامني
والبحتريٌُ يجدٌُ في تأسيسي
|||
وسمرت في أحضان أندلس ولم
أحفل بغير هواهم المأنوس!
|||
من ابن زيدون وكل نجومه
حتى أديبهم فتى حيٌُوس
|||
حتى انجلى شوقي فبتٌُ سميرَه
وابنُ العديٌّم آخذ برسيسي!
|||
علمان يستبقان، هذا بالهوي
يهذي، وذاك بهند أو بلقيس
|||
سامرتهم ورأيت كل سلافهم
ملء الدنان كزاخر القاموس
|||
لكن خطويَ لا يقارب خطوهم
شتانَ بين خيولهم وفروسي!
|||
ما كل من خاض المعامع فارس
كلا، ولا كل الهوى بنفيس!
|||
أسليل قسور يا ابن مؤتلق الضحى
من لي بما تعنيه من ترئيسي
|||
كم مدًع للشعر يحسب انه
سارت به الركبان فوق العيس
|||
وإذا تقدم للقوافى قصرت
أجياده، وبدا شديدَ البوس
|||
الشعر نهر الدهر فلتسبح به
متنافسا بكريمك المدروس
|||
وسر الهوينى فيه، متئد الخطى
فالشعر -بعد العلم- خير جليس
|||
فإذا رزقت العلم أو حققته
فقد اصْطُفيتَ برحمةِ القدٌوس
|||
فاحدُ الركابَ إلى السٌماء مزاحماً
للسالميٌِ الحبر أو للطوسي!
|||
وإليكها مني عروسا بضّة
تهديك ختم المسك بالتعريس
٢٦ أغسطس ٢٠٢٢م