قراءة في كتاب ” برت أم هرو” أي “الخروج في النهار”؛ المسمى التباسا ” كتاب الموتى “

فريدة شعراوي | الإسكندرية
كان علماء الحملة الفرنسية أول من قام بنسخ تلك النصوص، وفي العام 1842 درسها الألماني “لبسيوس” وهو أول من قرأ الكتابة الهيروغليفية بشكل صحيح، وهو كذلك أول من رقَّم تلك البرديات في 165 فصلاً. ثم جاءت أول ترجمة لنصوص الكتاب على يد الألماني إميل بروغش.


تتكون النصوص في هذا الكتاب من صلوات وابتهالات ومدائح وتعاويذ مصرية مصحوبة برسومات، ووصلتنا نصوص الكتاب مدونة على الجلود والأكفان والتوابيت وحوائط المقابر والمعابد وأوراق البردي. أطلق على النصوص في البداية اسم “إنجيل المصريين، أما الاسم الشائع لها حالياً، فهو “كتاب الموتى” وهو من ابتكار لبسيوس،
فيما سماه قدماء المصريين “برت أم هرو”؛ أي “الخروج في النهار”. وكتبت النصوص بالخط الهيروغليفي البسيط والهيراطيقي، أما لغة النص نحوياً فهي “المصري الوسيط”، ولكل فصل عنوان كتب بالمداد الأحمر.
كتاب “الخروج إلى النهار” هو سلسلة من النصوص المصرية القديمة التي اعتقد المصرى القديم أنها ستساعد الموتى على الإبحار في العالم السفلي، بالإضافة إلى خدمة أغراض أخرى، وتم دفن نسخ من هذه النصوص في بعض الأحيان مع الموتى.
يتضمن الكتاب مجموعة كبيرة نسبيًا من النصوص الجنائزية التي تم نسخها عادةً على لفائف ورق البردي ووضعها في مدافن المملكة الحديثة التي استمرت من عام 1550 قبل الميلاد، وحتى 1070 قبل الميلاد،
من المحتمل أن الأشخاص الذين لم يتسطيعوا تحمل تكلفة نسخة من التعاويذ قد يكونون قد قرأوا عليهم التعويذات، إذا لم يكن هناك لفافة في أي مقبرة، فربما يكون الكهنة المستأجرون أو أفراد الأسرة قد تلاوها لك أثناء الجنازة، أو عند زيارة القبر بعد ذلك .
ومما ورد فيه؛ دعاء يدافع به الميت عن نفسه:
“السلام عليك أيها الإله الأعظم؛ إله الحق. لقد جئتُك يا إلهي خاضعاً لأشهد جلالك، جئتك يا إلهي متحلياً بالحق، متخلياً عن الباطل، فلم أظلم أحداً ولم أسلك سبيل الضالين، لم أحنث في يمين ولم تضلني الشهوة فتمتد عيني لزوجة أحد مِن رحمي ولم تمتد يدي لمال غيري، لم أقل كذباً ولم أكن لك عصياً، ولم أسع في الإيقاع بعبدٍ عندَ سيدِه. إني (يا إلهي) لم أتسبب في جوع أحد ولم أجعل أحداً يبكي، وما قتلتُ وما غدرتُ، بل وما كنتُ محرضاً على قتلٍ، إني لم أسرق من المعابد خبزَها ولم أرتكب الفحشاء ولم أدنس شيئاً مقدساً، ولم أغتصب مالاً حراماً ولم أنتهك حُرمة الأموات، إني لم أبع قمحاً بثمنٍ فاحشٍ ولم أطفف الكيل. أنا طاهر، أنا طاهر، أنا طاهر. وما دمتُ بريئاً من الإثم، فاجعلني يا إلهي مِن الفائزين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى