يا غنماتي ذهب الليل!

عليّ جبّار عطيّة |رئيس تحرير جريدة أوروك العراقية
قمتُ بإحصاء عدد مشاهدات بعض أغاني الأطفال على قناة اليوتيوب؛ لغاية في النفس فهالني ما وجدتُ !
فأغنية (هالصيصان شو حلوين) أحرزت أعلى الأرقام منذ عرضها قبل أربع سنوات فحققت ملياراً وسبع مئة مليون مشاهدة منذ إطلاقها !
تقول كلمات الأغنية: (هالصيصان شو حلوين/عم بيدوروا حول أمهن مبسوطين/ما بيخافوا لا لا/شو ما شافوا لا لا/أمهن وحدن وهِني حدها/ حول أمهن مبسوطين/ما بيخافوا لا لا/شو ما شافوا لا لا/أمهن وحدن وهِني حدها فرحانين).
أما أغنية (أنا الفرخة واحنا الكتاكيت) فحققت (٦٤٦) مليون مشاهدة، كما حصدت أغنية (ياغنماتي) ٣٦٦ مليون مشاهدة خلال ثلاث سنوات، وفي قناة أخرى حققت الأغنية نفسها ٩١ مليون مشاهدة.
دفعني الفضول إلى البحث عن إحصائيات مشاهدة لأغانٍ شهيرة للأطفال كانت تذاع باستمرار، ويطلبها حتى الكبار مثل أغنية (ذهب الليل) لمحمد فوزي التي ظهرت في فلم (معجزة السماء)/ ١٩٥٦َ للمخرج عاطف سالم فوجدتها قد حققت بنسختها القديمة ثلاثة ملايين مشاهدة بينما حازت بتسجيل جديد على أكثر من ١٢٧مليون مشاهدة !
المدهش أنَّ محمد فوزي غنى خلال سنتين ١٣ أغنية للأطفال لا تزال تحقق أعلى المشاهدات، ومنها أغنية: (ماما زمانها جاية) التي حققت أكثر من ٩٧ مليون مشاهدة !
أما أغنية (توت توت) لعبد المنعم مدبولي، وهدى سلطان فقد حققت أكثر من سبعة ملايين ونصف مليون مشاهدة وقد ظهرت في مسلسل (لا يا ابنتي العزيزة) / ١٩٧٩ للمخرج نور الدمرداش.
وهناك أغنية (البنات البنات ألطف الكائنات) لسعاد حسني التي ظهرت في مسلسل (هو وهي) /١٩٨٥ للمخرج يحيى العلمي وقد حققت أكثر من ١١ مليون مشاهدة في التسجيل الأصلي، بينما حصد التسجيل الجديد لها أكثر من ٤٢ مليون مشاهدة ! أما أغنية (في منزل أنثى السنجاب) فقد حققت أكثر من ٨٣ مليون مشاهدة.
وحسب أرقام منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) فإنَّ عدد متابعي شبكات الانترنيت يتجاوز خمسة مليارات نسمة ثلثهم من الأطفال من سكان الكرة الأرضية الذين يقترب عددهم إلى نحو ثمانية مليارات نسمة حسب تقديرات آخر إحصائية لسنة ٢٠٢٢.
لكن يجب أن نعرف أنَّ سياسة اليوتيوب تقضي بأنَّ المشاهدة الواحدة تتحقق فقط بعرض المقطع كاملاً، وبجهاز واحد أي أنَّ المستخدم لو رغب بتكرار المشاهدة من جهاز واحد، فلن تحسب هذه ضمن المشاهدات،وهذا يعطي دلالةً على عدد المتابعين من الأطفال أو مَنْ يحن إلى طفولته، وهو رقمٌ كبيرٌ إنْ صح.
أما الأرباح المتوقعة جراء عدد المشاهدات فلعلها لا تتحقق إلا مع بث إعلانات ضمن المقطع، ومشاهدتها كاملة لا تخطيها، وهذا يعني أنَّ عدد المشاهدات لا ينفع إلا برفع الروح المعنوية لمنتج المقطع! أي يصدق عليه المثل القائل (صيت الغنى لا صيت الفقر) !
مع ذلك يقول حسام الخطيب صاحب قناة (كتاكيت بيبي) التي بثت أغنية (هالصيصان شو حلوين)،في حديثه لصحيفة (المصري اليوم) : إنَّ قناته يتابعها أكثر من ثمانية ملايين شخص حول العالم، ولا يوجد معدل ثابت للدخل من وراء الفيديوهات، فتكلفة الإنتاج للأغنية الواحدة من ثلاثة إلى أربعة آلاف دولار، أما الأرباح من قناة اليوتيوب فقد تصل مئة دولار لكل مليون مشاهدة، وأرباح اليوتيوب تقسم على القناة ونسبة لليوتيوب، ونسبة لمالك الكلمات، ونسبة للاستديو الخاص بإنتاج الأغاني.
يحق للمرء أن يتساءل : هل أدت تعقيدات الحياة والظروف الاقتصادية الصعبة إلى تخلي الآباء والأمهات عن دورهم في التعليم والسرد التربوي فتركوا أطفالهم إلى الشبكات العنكبوتية يتلقون منها الغث والسمين ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى