رسالة إلى وطني العراق
د. نجاة صادق الجشعمي | العراق – مصر
اختفت المعاني بين الكلمة والكلمة لا أنت ولا هي ولا هم يستدركون المعاني.. للأسف نحن الآن في تقليب الحق للباطل والباطل إلى حق، والخير للشر والشر للخير؛ هكذا أصبحت معاني الكلمات خيبات أمل للقارئ ويثقل القلب من هذه الخيبات..أنا أعلم أنني لم أصل للكمال؛ فالكمال لله وحده – جل جلاله – لكن قد أكون أمتلك حرفا حنونا كان يجب أن أكتبه أو أقوله، لكنني لم أقله ولم أكتبه كالزهور التي ترددت أن أرسلها والهمسات وأعمال الرحمة التي تناسيتها ولم تخطر على بالي.
تأكد عزيزي القارئ الفرص النادرة التي أتيحت لك الآن هي إشارات من الرحمن والملائكة فلا تخافت بها وتستهزيء وتتركنها؛ بل اسع فإن في سعيك فرح وسعادة
وهنا تبدأ رحلتي… ورحلتك قارئي العزيز!
رحلة الذات والقلب تبدأ بكلمة والكلمة سر وشرف والجنة والنار والحب والكره الكلمة وجود ورحيل وكل التناقضات في مناطق السواد والبياض وكشف الذات الأماره بالعشق برشفة قهوة وقراءة صورها وتأويلاتها وأسئلتها كأن الكلمة كتبت من خلق القهوة وخطوطها جفت قرائح الروح وتهاوت الأقدار بفوضيتها على الجسد فتزاحمت الجثث بحثا عن العشق في الفنجان برشفة قهوة هل لنا أن نبحث عن تلك الكلمة؟
انطلقت الذات باحثة معي متحدثة عن تفاصيل التفاصيل لعلها تقنع الذات لتكف عن البحث بعوالم غدت طوق النجاة وسبيلا لحبل الخلاص من العشق المنشود انطلاقا من الكلمة.. الكلمة شرف وحرف وخروج معبر للبوح المتمرد على الذات من رشفة قهوه لاتغني عن وجود ومأزق يغدو حتميا متوازنا بين المداعبة وجلد الذات السحيقة وأحيانا متخاذله وغالبا ماتعتبر ذات قيمة حقيقية واقعية.
فتلك الرشفة ساقتني ليالي سوداء بطعم مرارة الأيام تاهت الروح بين الذات والقلب والكلمة ودلالاته ومرارة القهوة وغربة الروح واغتصاب الابتسامة في غربة الوطن.
أخبروني أيها العرافيون ماذا يعني هذا الخط وتلك الصورة..هو باب يأخذ بي إلى دفء الوطن في الشتاء رغم أن الوطن كان لعنة وعناء وتهجيرا ونزوحا وتهميشا واستلاب ثقافتي.
فرغم بذور العشق تغرس إلا أنها تذبل وتموت أوراقها وأزهارها بقنابل المندسين أشباه الرجال المتخفين خلف الأجساد العارية وحانات الخمر لكن سنلتقي يا وطني وننثر بذور العشق مرة أخرى ونسقيها برشفة حب وفرح وبهجة وسعادة وبهاء.
لك ياوطني كل الاحترام والاعتزاز ستنهض وتنتصر وتنطوي الصفحات في سجل النسيان وتصبح متشافيا متعافيا، وفي حزم ستأخذ القرار إما النصر أو الاندثار فلا تتردد ياوطني.
لم أعهدك كذلك.. تخطى أزمتك، و ضعْ نصب عينيك أولئك الأطفال والثكالى وشيب الشباب الكهول من الأقدار وتغيرات الأحوال.. هكذا كانت رحلة ذاتي تخلت وتحلت وتجلت بالقادر القوي الناصر جل جلاله الله.