شاهد د. أنديرا راضي في الدراماتورجيا والرحلة الحقيقية للعبور الآمن نحو العرض

باريس | المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح

‎ عرف مصطلح الدراماتورجيا عديد التغيرات والتفسيرات منذ ظهوره في عالم الفن المسرحي. خاض خلالها تقلبات عميقة في تطور المفهوم والأداء الوظيفي.

بعدما كان يطلق على المؤلف وكاتب النص الدرامي في القرن السابع عشر الميلادي، أصبح يعرف بالمستشار الدرامي في القرن الثامن عشر الميلادي كما أشار “لسينغ”.

ثم وصف به الناقد في فريق العمل الفني والمسؤول عن ترتيبات تنفيذ العرض. وشيئا فشيئا برز المصطلح واتسعت دائرة مهامه واختصاصات العمل الدراماتورجي ودائرة الاهتمام به.

وفي النصف الثاني من عشرينات القرن العشرين، استفاد المسرحيون من العلوم الحديثة والمعارف والبنائية ونظريات علم الاجتماع والانثروبولوجيا واللغويات والسيمولوجيا وانسحبت السطوة من المؤلف ومعد النص وتتخطى المخرج وذاتيته لتصل إلى الدراماتورجي، رجل صناعة الدراما أو صياغة الدراما وحياكة عناصر العرض وقواعده، إنه معد العرض المسرحي ككل، على طبق من ذهب.

تجعل الدراماتورجي مهيمنا على تفاصيل ودقائق الرؤية الفنية الشاملة التي تتضمن مساعدة المؤلف والمخرج وجميع مصممي العرض في تقديم العمل المسرحي بأفضل صورة ممكنة. ويقوم بعمل لأبحاث تتناول النواحي التاريخية والاجتماعية والثقافية والفترات الزمنية والأماكن التي تقع فيها أحداث المسرحية. متدخلا في جميع مراحل اختيار العرض المسرحي إنتاجه وتمثيله. ويظل مستقلا ومحتفظا لذاته بعين نقدية تمس كل أنشطة الفرقة سعيا إلى تطويرها.
‎الدراما تورجيا هو المصطلح الرجراج والبراق والثوري الذي يحمل بين طياته الكثير من الديناميكية والفاعلية ومنابت الخلق والإبداع والابتكار الدائم لتحقيق مشروع فني جذاب.

هو تحول عميق مدروس لكنه مجد ومرهق، يبحث فيه الفنان عن وسائل فنية حديثة وأعراف مبتكرة وطرائق طليعية تمكنه من توظيف التقنيات الفنية المختلفة توقا للوصول إلى رؤية جمالية فنية شاملة للعرض المسرحي المقدم.

فتتحول الإضاءة من مجرد خفوت أو سطوع في الإنارة إلى علامات للغة ودلالات لرسائل. وتتحول الملابس من مجرد ساتر وحاجب لتفاصيل الجسد إلى رموز تراثية أو ايديولوجية أو حتى عبثية.

وكذلك عنصري الماكياج والاكسسوار. كما ينحو بأداء الممثلين وأسلوبهم الصوتي وإعدادهم الجسدي من مجرد أصوت جلية جهورية ناقلة لعبارات وجمل الحوار الدرامي بتواجدها الفاعل وحالاتها الانفعالية وحركتها فوق الركح بانسيابية وتناسق إلى أشكال متجددة وطرائق آدائية مختلفة قد تصل أحيانا إلى درجة التباين والتقاطع مع معاني الكلمات والعبارات قصد أن تدفع بالمتلقين بين أمواج بحر هائج من الدلالات وعالم من الإيحاء والرموز.
‎لقد غدت الدراماتورجيا بأفكارها ورجالها، الفاعلة والمحركة لصيغ التجديد والإبداع في عالم المسرح السحري.
نحو تقنيات جديدة في الخطاب الدرامي.. ست ندوات من تنسيق د. حسين الأنصاري
ورقة قدمت في الملتقى الاول للنص المسرحي في رحاب المنتدى العربي الاوروبي للسينما والمسرح والذي عقد من 1 الى 9 يوليو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى