نصّ ولوحة: خلعتُ جلدي

زكريا شيخ أحمد | شاعر سوري – ألمانيا

(اللوحة للفنان العالمي : سلفادور دالي)

***

أقفزُ محاولاً التحليقَ في سماءِ غرفتي

 

بنوا حولي جدراناً

و عندما اردْتُ الخروجَ ؛

لم أجدْ باباً .

 

منحوني أجنحةً

و عندما أردْتُ التحليقَ ؛

لم أَعثرْ على سماءٍ .

 

جلبوا لي خزانةً كبيرةً

و عندما أردْتُ انْ اُعلقَ ألبستي ؛

لم أجدْ غيرَ جلدي ، 

خلعْتُ جلدي و علقْتُهُ في الخزانةِ .

 

في الغرفةِ التي دونَ أبوابٍ ؛

أقفُ عارياً من جلدي .

وسطَ الغرفةِ طاولةٌ دونَ كرسي ؛

الطاولةُ عليها سكينٌ ؛

ماذا سيفعلُ إنسانٌ يقفُ وحيداً بلا جلدٍ في غرفةٍ ليس لها بابٌ بسكين ؟

 

أمدُ يدي ممسكاً السكينَ ،

أقطعُ اجزائي أضعُها على الطاولةِ ؛

نفتحُ حواراً ،

تفاجئُني أجزائي التي بعثرْتُها أمامي ؛

يا إلهي هل هذهِ أجزائي ؟

في كلِّ جزءٍ هناك ندبةٌ أو اكثرُ ،

من أينَ جاءَتْ كلُّ هذهِ الندبات؟

تقولُ لي الندباتُ :

نحن موجودون و لكنَّ

جلدُكَ المعلقُ بالخزانةِ

كان يخفينا

فالجلدُ لمْ يتمْ خلقُهُ عبثاً .

 

اَتوجهُ للخزانةِ ،

أفتحُ بابَها يفاجئُني جلدي بدموعهِ ،

أعيدُ تركيبَ أجزائي ،

أُلبِسُهُم جلدي .

 

أَبدأُ بتفكيكِ الخزانةِ ،

أبني بها كوخاً صغيراً ،

أصنعُ لَهُ باباً و نافذةً ،

أفتح نافذة الكوخ ،

أقفزُ محاولاً التحليقَ في سماءِ غرفتي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى