تبا لهذا الجسد

ياسمين كنعان

تبا لجسدي؛ هذا الذي يقيدني، تبا له حين أمد ذراعي ولا أصل بهما إلى ما أريد ولا أقطف بهما ما أشتهي، لماذا لا تكون يدي من مطاط، لماذا لا أصل بهما إلى ما أشتهي، لماذا لا أقطف بهما التفاحة المحرمة أو البرتقالة المحرمة لا فرق، لماذا يكبلني جسدي اللعين مثل قفص أو وتد في الأرض، لماذا لا أستطيع أن أرافق خيالي في نزهاته الطويلة، لماذا لا أكون حيث يكون..؟!
تبا لهذا الجسد الدمية المحشو بالقطن واليأس والعجز؛ سئمت مكوث روحي به، وعافت نفسي سجنها، ما جدوى قالب الطين هذا، وكيف أتسرب من مساماته مثل قطرة ماء في إبريق فخار..؟!
لماذا لا تكون مشيئة روحي فوق مشيئة الجسد، لماذا لا تتوافق رغباتنا ولا تنتظم خطواتنا، لماذا لا يحملنا الحلم على مركب واحد..؟! سأقذف قالب الطين هذا في البحر، غير آسفة على عمر التيه في جسد الطين..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى