يقول الحالمون

سامر حجيجي / فلسطين 

يقول المقعد الخشبي في آخر الشارع الوحيد:
انتظر الذاهبات الى عشاقهن ليل نهار
حتى أني أُصاب بالأرق إذا تأخرت واحدة عن موعد الجلوس

يقول عمود الإنارة :انتظر الليل رغم أن رأسي يتصدع فور مجيئه
مللت من قيلولتي السرمدية
و اشتقت لأصوات الحساسين عندما تفرك الشمس عينيها
لكني بالمقابل احب انتظار المقعد للعاشقات

تقول الطريق امنحوني خطوة واحدة
و سلما و قمر
و يدان تمسكان بالغيم
و قبلة على خد طفولتي
اعبروا معي هذا الحلم
و اضبطوا منبه الساعة على رقصة قدمين على قلب مرهف
افيق من اليقظة وقت عواء القلوب
وعنعنة الفارس
حين يحكي في سره قصصا عن هزائم الحب
لكني ايضا افيق على صوت العاشقين

تقول القهوة السمراء:
انا دم المحبين
و لعنة الشعراء
أنا ايضا اريد كتابا و بضعة حروف و ساقية و عشيقة
اريد هواء بلا امل
أنا ادم لكني لا اطمع في الجنة
اريد ظلي و تاريخي المَزِق
احب أن انام في بئر دافئ
و ذكريات طفلين ناما على غيمة حالمة
و عنفوان ثائر يتغزل بالرصاص
و أرق مراهق اصابه الحب فجأة
فرحة يتيم بأب مفترض
اريد أن ابعثر القلوب كما تبعثر (المذراة) سنابل القمح اليابسة
اجسّد وجع الحب بأفراحي
و اغفر للمؤمنين بي دون توبه
ومرة اخرى
انتظر شفاه حبيبين يشرباني فأبعث من جديد

يقول الحبيبان:نحن ايضا غريبان عن عتمة الطريق
و نمشي بلا مقاعد
و تشربنا القهوة
حتى نبعث من جديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى