الأنا والهو والأنا العليا
د. أسماء السيد سامح | مصر
تحاصرنا الأنا العليا بالقلق فتلجأ النفس إلى تخفيف هذا القلق عن طريق الحيل الدفاعية، وما أكثر الحيل الدفاعية عند البشر فماذا نفعل عندها .دعونا أولًا نتساءل ماذا تعني الأنا والهو والأنا العليا؟! ولماذا الأنا هي التي خارج الهو والأنا العليا؟
مثال: عندما يشعر شخص بالجوع، فإن ما يفرضه عليه جسده -الهو- بدافع غريزة البقاء هو أن يأكل حتّى لو كان الطعام نيئًا أو غير نظيف، بينما ترفض الروح المتمثلة في القيم السامية -الأنا العليا- مثل هذا التصرف، بينما تجتهد بشريتنا -الأنا- في اشباع تلك الحاجة ولكن بطريقة متحضرة فيكون الأكل نظيفًا ومطهوًا ومعد للاستهلاك الآدمي ولا يؤثر على الصحة.
تعمل بشريتنا أو الأنا -دائمًا- كوسيط بين الجسد أو الهو وبين الروح أو الأنا العليا فتتحكم بشريتنا في إشباع مطالب الهو وفقا لسامية الأنا الأعلى وتوازن الأنا بين رغبات الهو والمعارضة من الأنا الأعلى والعالم الخارجي فنحن بشر جملة قصيرة لكنها بمثابة مرآة نفسية نقية كافية أن تحسم نظرة منّا إليها الكثير من صراعات الأنا بين الهو والأنا العليا.
ن شخصية الإنسان مكونة من ثلاثة أنظمة هي الهو، والأنا الأعلى، والأنا العليا وإن كل شخصية هي حصيلة التفاعل بين هذه الأنظمة الثلاثة بحسب نظريات «سيجموند فرويد».
لكن دعوني أبسط لكم هذه النظريات حتى نتمكن من فهم أنفسنا والتعامل مع صراعاتنا الداخلية بشكلٍ أفضل.
الهو هو الجسد بكل فطرته وما تحتويه من طبيعة ومتطلبات وغرائز موروثة، وبكل ما هو مكتسب أيضًا من سلوكيات غير محمودة وأفكار مكبوتة نتعامل معها سرًا لأننا لا يمكننا الإفصاح عنها.
يعمل الهو أو الجسد وفق مبدأ اللذة وتجنب الألم، ولا يراعي المنطق والأخلاق والواقع، وهو جزء ذاتي لا شعوري كليةً.
الأنا الأعلى: الأنا العليا هي الروح أوهي شخصية الإنسان في صورتها الأكثر طهرًا والأكثر عقلانيةً، والأكثر تحفظًا كذلك، هي الضمير الذي يذكّر البشر بشطرهم السامي “الروح”.
الأنا هي بشريتنا التي تتأرجح -دائمًا- بين متطلبات الجسد وشروط الروح، وهي أيضًا الجانب الواعي من كلّ إنسان، أي هي الجانب المسؤول عن النهل من كل ما يحتاجه الهو لكن بطريقة مشروعة أو مقبولة من “الأنا العليا
ومن هنا تبدأ الاضطرابات النفسية المختلفة