سلطنة عمان.. الدهشة من أول نظرة
جمانة الطراونة | شاعرة أردنية
حين غادرت عمّان، للمشاركة في معرض مسقط الدولي للكتاب لعام ٢٠٢٢ م كنت أعلم أنها لن تكون زيارة عادية، وذلك لما علق في ذاكرتي منذ طفولتي عن سلطنة عمان، التي عمل بها أقاربي في سلك التعليم،كنت أتعجب من تعلقهم بها، وتوجدهم عليها، لدرجة أنهم نقلوا عادات أهلها وتراثها،فتماهت رائحة البخور واللبان مع رائحة الزعتر والشيح، وشاركت الحلوى العمانية الكنافة في أطباقها، فيما حلّ الشواء ضيفا لطيفا خفيف الظل على موائد الضيافة جنبا إلى جنب مع المنسف.
وقبل أن تهبط الطائرة،ألقيت نظرة من نافذتها، لأجد نفسي واقعة في شِباك بلاد السحر والجمال “جنة الله على الأرض”، فكانت الدهشة من أول نظرة، فأدرت رؤى القصيدة في خيالي، لبلاد تساوت بها مقامات الجلال مع الجمال لأقول :-
غادرتُ عَمّانَ الحبيبةِ أرتجي
مِنْ شَدّةٍ في مِيمِها إرهافا
|||
فأضمُّ منها العينَ ضمّةَ مُتعبٍ
لو شمَّ ريحَ عُمانهِ لتعافى
واكتملت القصيدة بعد ما رأيت ما رأيت من سحر السلطنة ،وسماحة أهلها وطيبتهم
لأقول:-
نفرتْ إليكِ المفرداتُ خفافا
فلمن سواكِ أنمّقُ الأوصافا
|||
يا أوّلَ الدّنيا وآخرَها معاً
منكِ ابتدأتُ وما انتهيتُ طوافا
|||
والموتُ لم يترك بلاداً حيّةً
لـ(عُمانَ ) تبتدعُ الحياةُ زفافا
|||
فعلى السواءِ حكمتُ بَينَ قصائدي
كِي أجمعَ الأخلافَ والأسلافا
|||
يا آخرَ العنقودِ في عينِ الرؤى
من أيّ نونٍ شئتِ أُولدُ كافا
|||
يا شوكةَ الميزانِ في الزّمنِ الّذي
ما عاد يعرفُ أهلُهُ الإنصافا
|||
يا بنتَ مَنْ حملوا البلادَ مشاعلاً
وتوعّدوا بالمُعصراتِ قطافا
|||
فعُمانُ فاتحةُ الكتابِ قرأتُها
عشراً ليقرأَ غيريَ الأحقافا
وعلى ضوء زيارة سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لسلطنة عمان الشقيقة أقول :-
واصل خطاكَ وسرْ وأنتَ مُهابا
وافتح لنا حتّى نرى الأبوابا
|||
لتكون يا ابن العدل فاروق الرؤى
وتكون صاحب أمرها الخطّابا
|||
أوشك أن تصل المرام فلا تهن
إنّا وراءك نتبع الأسبابا
حفظ الله البلدين قيادة وشعبا ،و أدام علينا بمنّه وفضله نعمة الأمن والأمان.