فارس القصيد هلال السيابي يناجي أمير البيان عبد الله الخليلي
النادي الثقافي | مسقط
أثرها يبلغ الدنيا مداها
وسر بالرائعات لمنتهاها
===
وصك الخافقين بخيل سبق
وقبٌل من أسرٌَتِها الجباها
===
وأرسلها العراكَ جيادَ زهو
فكم دارت بساحتِهِ رحاها
===
وكم سبقت بميدان، ونافت
وكان السبق بعضا من حلاها
===
وكم سجعَ الحمام بها وغنى
فسل روضاتها عما دهاها
===
أجلْ لم يسلُ روضك يا بلادي
حمامُ الأيك قط ولا قلاها
===
يغادرُها لماماً، ثم يهفو
إليها، فالهوى أبدا هواها
===
سجعنَ فكنٌَ أبلغ من “جرير”
وك”الخنساء” في واري بكاها
===
ووافين الحواضر والبوادي
فسل “زرياب” عن معنى غناها!
===
وأشعلتِ الصبابة بالعذارى
فلجٌ غرامها وهفا صِباها
===
فمالي لا أهيم ولي فؤأد
أعلٌَته الحمائم من حداها
===
وروٌَته القصائد سائرات
بمثل الخمر يَسكُر من حساها
===
إذا ذكر العهود وقد تقضت
زواهرَ أنجمٍ، وهدىً تماهى
===
رَنَت بفؤاده غرر الليالي
وكيف بها الزمان سما وتاها
===
وما بالفخر ذاك وأيٌُ عابٍ
إذا ما افترٌ شعري عن ضحاها
===
وبتٌُ أضمٌُ جيدا مشرئبا
علا فوق السها مجدا وجاها
===
وقبٌَلت السموات اللواتي
أظلت روضها، وحمت حماها
===
وجئت بحسن لؤلؤها نظيما
وبت أتيهُ مرتديا رِداها
===
بلى، فلتخشع الأركان مني
لمجد قد ملأت به الشفاها
===
سلوا التاريخ فهو أجل راياً
ألم تفخر به دوما رباها!
===
كأن من الضحى هبطت فلاحت
كمثل الشمس تشرق في ذراها!
<<>>
سلاما يا عمان المجد هذا
فؤادي ، كم بحبك قد تباهى!
===
يسامر فيك مؤتلق الليالي
وينشد أعصراً بك ما سلاها
===
وهل يسلو فؤاد الصب يوما
عهوداً بالسما ربطت عراها
===
ونازعتِ الملائكَ، واستجاشت
بمثل الشهب ُتُشرِق في سماها
===
صنعتِ المجد -يا بلدي- مضيئا
وطُلتِ الدهر عزاً وانتباها
===
وصغت قصيدة التاريخ حلما
سترويها الليالي في سراها
===
ولو لا أن يقال به غُلُوٌُُ
لقلت الشمس تسطع من ضياها
===
وماحُبٌِي لأرضي بالمحابي
ولكن العلى أوحت هواها
===
وألهمتِ الفؤادَ فجاشَ شعري
وكان متى دعته هوىً أتاها
===
فلم تبعد خطاه وإن تناءى
وما إن ضل يوما عن خطاها
===
على أني بكل ديار قومي
لصبٌُ القلب، أفدي من فداها
===
أهيم بمجدها، وأتيه تيها
بمحتدها، وأشمخ في ثناها
===
ويطربني حمام الأيك منها
إذا سجعت، ويلهمني حداها
===
ولو نأت الديار بنا، فإنا
نبتنا كالنجوم على سماها
===
فمسقط كالرباط هوىً وشجواً
ونزوى كالجزائر في علاها
===
ولي بالشام والحرمين شجوُُ
ولي بالرافدين هوىً تناهى
===
وفي مصر حكى الهرمان شعري
وجاش بتونس صدري وتاها
===
دياري ما حييتُ وبيتُ شعري
وإن أرسلتها آها فآها!
===
٤سأحمل حبها ما عشت عمري
وأرمي من بنابية رماها!
<<>>
ويا فيحا سمائل يا لباةً
ويا سَمَرَ العذارى في صِباها
===
عهدتُكِ و الجلالُ عليك بردُُ
إلهيُُ، ومجدُكِ لايضاهى
===
تمور بك القوافي ساحرات
كأن من الخلود هفا شذاها
===
وتعرف فيك منيتها جلالا
وتعزف منك مولعةً غناها
===
فأنت بكل أغنية هتاف
وأنت لكل رائعة غواها
===
براكِ الله مهداً للقوافي
وخارَ لك الفرائد واجتباها
===
فأنت سمائل الفيحاء ساح
كأن الله للشعر اصطفاها
===
فلا عجب إذا أنجبت فذا
من الأفذاذ، يتٌَقِد انتباها
===
ويعبث باللألئ والدراري
عقودا طوٌَق الدنيا حلاها
===
وأرسلها شواردَ خالداتٍ
كمثل الآي تمشي في هداها
===
رأى الدنيا بعين النسر، فانظر
ألم يبلغ من العليا مداها
===
تألٌق ناشئاً بذرى المعالي
وسار مع الثواقب في سٌراها
===
فما عجزت خطاه عن الثريا
ولكن دون عالمه اجتباها
===
أتى من بعد“ناصر” يقتفيه
ومن شهد العباقرة اقتفاها!
===
ولم لا وهو ابن الشهب قدما
إذا ما شع نورا من ضياها!
===
به من آله العظماء روح
يدوٌِي في جوانبه صداها!!
<><>
سلاما يا بني وطني سلاما
يقبٌّل من أسرٌَتكم سناها
===
مضت أجيالنا جيلا فجيلا
ومجد عمان يعبق من نداها
===
فقد حملوا الأمانة وافتدوها
وخير الناس طرا من فداها
===
سلوا “الصلت” بن مالك و”المهنا “
و”قيد الأرض” كم رفعوا لواها
===
و”ابن سعيد” بعدهم، وشهب
أتوا من آله وبَنَوا علاها
===
أما نزلوا السماوات الأعالي
وكانوا شهبها وسنا ضياها
===
فهيا يابني وطني جميعا
نحييها، ونرفع من قناها
===
لعل ألله ينشئ من بنيها
رجالا كالكواكب في سماها
===
تسير بهم عمان إلى الثريا
إلى أن تبلغ الدنيا مداها!
======
١٤ ربيع الأول ١٤٤٤ هج
١٠ أكتوبر ٢٠٢٢