مساحيق الفلتر
بوشعيب خلدون| المغرب
انزوت إلى ركن من أركان غرفة نومها، واسدلت ستارا على نافذة مطلة على الشارع.. وأطلقت موسيقى لتغطي بها الأصوات المزعجة الآتية من ثقب النوافذ..
أشعلت كاميرا بث مباشر فوجدت صورتها مزعجة ربما لا تناسب جمهورها الحالم لرؤية جمال يطل من الشاشة ينسيهم بشاعة وجوه لوتثها مساحيق التجميل والبوطوكس ولكنهم لا يعلمون ان من أمامهم اكثر بشاعة بدون فلتر ولو رأوها على حقيقتها لفروا مدبرين تقول مع نفسها..
تفتح اللايف وتنتظر ان يصل عدد متابعيها العشرين ألفا فالثلاثين فالستين ألفا لتطل عليهم بجمال لم يرو مثله في الواقع بل هو جمال المواقع والفلترات ووهم التكنولوجيا التي دمرت كل المشاعر..
فجأة فتحت الكاميرا لتطل بابتسامة مزيفة ومسروقة على متابعيها الذين تجاوز عددهم الملايين..
لكن حدث لها ما لم يكن في الحسبان انها اغفلت الفلتر. الذي بواسطته أصبحت ملكة جمال اللايفات المباشرة..
أطلت على جمهورها ولكن الكل تدمر من رؤية ابشع وجه تراه الأعين فانهالوا عليها بالسب والشتائم مبدعين في ذلك من كل قواميس النذالة اللغوية.. واختفوا من متابعتها حتى صارت أمام بضع عشرات…
بعد هذه الحادثة اخفت صفحتها وهويتها. ولكنها لم تتنازل عن تتبع بريق الشهرة وحصد اللايكات والتعاليق لان هذا أصبح تجارة وموردا تسترزق منه..
غيرت اسمها وHيضا فلترات أخرى لتستمر في استقطاب الباحثين عن جمال مزيف..