هامش الوقت

شعر: أحمد قرّان الزهراني | السعودية 

قليلٌ من الوقتِ يمنحُ روحَكَ بعضَ الذي تشتهيه،
فناجينَ من قهوةٍ لا تُقدَّمُ إلاّ لأجلِكَ أنتَ،
وباقةَ وردٍ بلونينِ لا يشبهانِ سواكَ،
وعطرا ينمُّ عن الشوقِ في الاختيارِ
ولا شيءَ..
لا شيءَ ممّا يُعكّرُ صفوَ الحديثِ،
ولا حدَّ في ما يشِفُُ الخيالْ.
***

قليلٌ من الوقتِ قد لا يجيءُ سوى خلسةٍ في الحياةِ،
يداعبُ جفنيكَ كالنّومِ بعد انقضاءِ العلاقةِ بين العشيقينِ،
يُثنيكَ عن واجباتٍ تحمّلْتَ أعباءَهَا دونما رغبةِ منْكَ،
يسرقُ بعضَ الوجوهِ التي اعتدتَ أنْ تصطفيها،
ويُنسيكَ بعضَ الذي لا يُنالْ.
***

لعلّكَ في نشوةِ الوقتِ هذا تعيدُ حسابكَ في معطياتِ الحضورِ؛ الغيابِ،
تقدّمُ حرفينَ عن كلِّ ما لا ترى فيه صوتَكَ ينحازُ نحو حروفِ التشابهِ،
ترضى بما لا يليقُ بعمرِكَ في منتهاه،
وتُفنِي شعورَكَ فيما يُقالْ.
***

أرى الوقتَ يمضي إلى مبتغاه،
يسيرُ إلى خارجِ الوعي،
يهذي كمنْ مسّه نصَبٌ في العراءِ،
يباغتُ من كان يحسبُهُ ذاتَ خلٍّ،
ويهجرُ ما لا يُطاقُ من الهامشيِّ،
ولا ما يُحيلُ إلى دهشةٍ في السؤالْ.
***

أراه يسيرُ على غمضِ عينيه عن كلِّ ما شذَّ في طرقاتِ المدينةِ،
عن كلِّ ما ليس تعتادهُ نسوةُ الرّيفِ،
عن حالةِ الوجعِ العاطفيِّ،
وعن كلِّ ما لا يحاكي وجوه الوشايةِ،
عن رغبةِ في التراسلِ ما بين روحينِ يضنيهما الشوقُ في الهجرِ مثل الذي كانَ يُضنيهما في الوصَالْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى